أناث بلا ذكور دفنيا هو الأسم العلمي لحيوان مائي صغير، ويعرف بإسم برغوث الماء أيضاً لتقارب الشبه بينه وبين البرغوث. حجمه يقارب حجم الذبابة، وهو موجود في كل مياه العالم تقريباً ويستخدم في التجارب العلمية. يحتوي دمه على هيموغلوبين أحمر اللون –كما في البشر- ولكن شدة اللون الأحمر تعتمد كلياً على تركيز الأوكسجين المذاب في الماء الذي تعيش فيه الدفنيا ، لذلك يمكن الإستدلال وبدرجة كبيرة على تركيز الأوكسجين في الماء من لون الحيوان ، على أن تكون الفترة التي سبقت المراقبة لا تقل عن عشرة أيام أي أن التغير في تركيز الأوكسجين في الماء لا يظهر على الحيوان إلا بعد نحو عشرة أيام، ويعتقد بأن الهيموغلوبين في الدفنيا يزداد بمقدار 12 مرة عند تحسن ظروف بيئة الحيوان، بينما لا يزداد الهيموغلوبين في الإنسان مثلاً إلا بمقدار خمس فقط
والأغرب من ذلك أن لبرغوث الماء (الدفنيا) ذكور وإناث ولكن فيها حالة تكاثر غريبة نسبياً وهي أنها تنتج بيوضاً لا تحتاج إلى تلقيح، ففي الظروف المناسبة تضع الأناث بيضاً ما يلبث أن يفقس إلى إناث أيضاً وبدون تلقيح ، وقد يستمر هذا الحال لمئات الأجيال دون أن تكون هناك ذكور ناتجة ، ولكن في حالة تردي الظروف البيئية فإن الإناث تبدأ بوضع بيوضاً تحتاج إلى تلقيح من الذكور (والتلقيح خارجي بالطبع) وتعرف بالبيوض الساكنة وفائدتها هي الصمود بوجه الظروف البيئية القاسية كالجفاف، وبذلك يتمكن الحيوان من مواصلة وجود نوعه، كما لوحظ بأن بعض الإناث المعزولة تماماً (من الأساس) عن الذكور قد أنتجت بيوضاً ذات شكل مشابه للبيض الساكن، ولعدم حصول الإخصاب ( بسبب غياب الذكور) فإن مثل هذه البيوض تدعى بالبيوض الجنسية* الكاذبة ---------------------------------- *(Pseudosexual or ephipial eggs)
الدفنيا كحيوان أختبار مختبري
توفرت في السنوات الماضية الكثير من المؤشرات الحياتية الرئيسية لهذا الحيوان (التغذية، الحركة، التكاثر، الإنجذاب، التفادي … الخ) فأصبح بذلك يقع في نفس موقع الفأر السويسري الأبيض أو حشرة الدروسوفلا في التجارب المختبرية، ويمكن إعتبار أي تغير في واحد أو أكثر من مؤشراته الحيوية دليلاً على حدوث تغير سمي، وقد أقر أثر ذلك الإعتماد على الدفنيا من نوع كحيوان إختبار يستعمل للإختبارات السمية حسب منظمة المقاييس الدولية عام 1982 الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات