ينتشر في كثير من دول العالم الاستعمال اللادخاني للتبغ عدا التدخين طبعاً لدى كبار السن سابقاً في الفئات العمرية الأصغر أيضاً في الآونة الأخيرة ، ويقع هذا الاستعمال ضمن فئتين هما المضغ والاستنشاق وكلاهما يعتبر ضار جداً بالصحة ويتركز الضرر الصحي في مناطق الفم والأنف فضلاً عن باقي أنحاء الجسم نتيجة أمتصاص المواد السامة من التبغ قدر عدد مستخدمي التبغ اللادخاني في الولايات المتحدة في عقد التسعينات بنحو أثني عشر مليون شخص، ويمثل الشباب 25% منهم، كما قدر عدد مستخدميه في الهند والباكستان فقط بما يربو على مائة مليون شخص، . وهناك مساعي حثيثة من قبل شركات التدخين لإدخال استعماله في المزيد من الدول التي يجري التركيز عليها من قبل شركات صناعة التبغ، من بينها على البلدان الآسيوية وشمالي أفريقياوفيما يلي بعض التفاصيل عن كل منهما
أولاً : مضغ التبغ يكون التبغ المخصص لهذا الأستعمال رطباً ومفروماً فرماً جيداً ويخلط مع مواد مطيبة أو ذات نكهة مرغوبة ، وللتخلص من بقايا التبغ في الفم فقد لجأت شركات التبوغ المنتجة لهذا النوع من الأستعمال إلى وضعه في أكياس نسيجية صغيرة كتلك المستخدمة لتعبئة الشاي بحيث يوضع الكيس في زاوية الفم بين اللثة والخد لتذوب مواد التبغ ومنها النيكوتين في اللعاب بدون مضغ ويعرف مثل هذا الإستعمال بالغمس ، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن إستخدام التبغ بهذه الطريقة شائع في الولايات المتحدة والسويد، والعديد من الدول الأخرى التي يفضل مستخدمي التبغ في كل منها ، نكهة مختلفة، فيجهز التبغ بنكهة عرق السوس في أيطاليا والنعناع في المملكة المتحدة، واليانسون في الدانمارك والليمون للدول الآسيوية، كما يشيع المضغ في شرق آسيا والهند والباكستان بدرجة كبيرة، ومع ذلك فقد لوحظت بوادر تناقص الراغبين بهذه الطريقة عموماً في بعض هذه الدول
ثانياً الأستعمال الثاني غير الدخاني فهو استنشاق التبغ (النشوق) أو السعوط ، ويعتمد الاستنشاق على إدخال مسحوق أوراق نبات التبغ في الأنف، فهو يجهز في بعض الدول ومنها السويد في أكياس صغيرة تشبه عبوات الحلوى، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الممارسة معروفة عند الشباب البيض دون السود، وخصوصاً أولئك من ذوي الأصل الأسباني، وتكثر بين الشباب دون الشابات في الغالب، ولدى الشرائح الأقل ثقافة وتأهيلاً
يؤكد خبراء منظمة الصحة العالمية بأن الشباب في بعض الدول ومنها الولايات المتحدة يفعلون اليوم ما كان كبار السن يفعلونه في السبعينات من أستعمال التبغ اللادخاني، والأعتياد عليه، وفي الحقيقة فأن هذا النوع من الأستعمال وخصوصاً مضغ التبغ يتصف بالقذارة ، إذ لابد وأن يبصق ماضغ التبغ ما تبقى في فمه من مواد، هذا غير ما يتبقى في فمه من بقايا، ولذلك فلم يكن مألوفاً مشاهدته في المجتمعات أو عبر الطبقة المثقفة فيها، بل كان يعرف استخدامه لدى العمال المشتغلين في الأعمال الشاقة وفي الأجواء الملوثة كعمال المناجم وعمال النقل والتنظيف والزراعة وغيرها، ولكن يبدو أن حتى هذه الصورة أيضاً قد تبدلت لدى شباب اليوم خصوصاً شباب الدول الصناعية ، فهي في ذلك لا تختلف عن المجالات الأخرى التي عمل شباب اليوم على تبديل مفاهيمها، ومنها مثلاً تبدل الأناقة المفرطة أو المعتدلة والشعر المصفف والنظافة العامة إلى ارتداء الملابس العجيبة القذرة والشعر الأشعث، وغير ذلك الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات