الأمية التكنولوجية نقلاً عن مختص بشبكات الإنترنت يقول: نحن شركة نقدم خدمات الإتصال بالإنترنت لقاء كلفة معينة، وحدث أن أتصلت بنا سيدة ترغب في ربط اللابتوب في منزلها بالإنترنت، سألها: هل لديك واي فاي في المنزل ؟ قالت نعم. فحضر الى منزلها وبدأ محاولة ربط اللابتوب مع الشبكة على الواي فاي لكن الحاسوب لم يتعرف على الشبكة، فسألها: أين هو الواي فاي ؟ فأشرت على اللابتوب قائلة: ها هو هنا ! ويبدو أن الفني لاحظ جهلها التكنولوجي فأعاد السؤال: هل يوجد لديك أي قطعة أو جهاز آخر غير هذا ؟ فقالت لا هذا أشتريته هذا اليوم ولم يعطوني أي شئ آخر معه، لكني تأكدت منهم بأنه قابل للربط على الإنترنت، وواضح بأنها لا تملك أي معلومات عن كيفية الربط واحتياجها الى جهاز آخر هو الواي فاي، فأشار عليها بضرورة شراء واي فاي ليكون بمثابة حلقة الوصل ما بين حاسوبها والشبكة
ما المقصود بالأمية التكنولوجية ؟ قبل بضعة عقود كانت علاقة الإنسان العادي أي غير المختص بالتكنولوجيا بسيطة أو شبه معدومة فمثلاً كان الموظف من غير حملة الشهادات حين يرغب بالحصول على وظيفة فأنه غالباً ما يسأل هل تعرف الطباعة على الآلة الكاتبة، فإذا كان الجواب بنعم يعاد سؤاله عربي لو أنكليزي واليوم أختفت الألات الكاتبة وحل محلها الكومبيوتر وأجهزة الطباعة والنسخ بمختلف أشكالها ، وصار بين أيدينا أجهزة الهاتف النقال وهي لوحدها عبارة عن حاسوب تقريباً فضلاً على مزايا الإتصالات بأشكال مختلفة وخدمة تحديد المواقع ...الخ وحين تتجه الى المنزل تجد أفران الميكروويف والتلفزيون الذكي وعديد غير ذلك أفرز هذا التطور التكنولوجي ظاهرة جديدة أصبحت تعرف بالأمية التكنولوجية فقدرة البشر على تفهم جوانب عمل هذه الأجهزة والتعامل معها تختلف من شخص لآخر شأنها في ذلك شأن قابليات أخرى مثل النجاح في الدراسة والتعليم وقدرة تعلم اللغات أو في مجال المواهب مثل الرسم والموسيقى لذلك نجد اليوم الكثير ممن يجيد التعامل مع هذه التقنيات والبعض منهم يتعامل معها بمهارة فائقة، وبالمقابل هناك من لا يفهم مجرد عملية تشغيلها بأبسط الصور وهم قلة قليلة بالطبع وبذلك لابد وأن تتماشى هذه القابلية التكنولوجية مع قانون التوزيع الطبيعي للصفات
أمثلة طلب مني صديق في نهاية عقد التسعينات أن أنصب له نظام ويندوز في حاسبة جديدة أشتراها لمنزله، وكان الويندوز آنذاك يحمل من تسعة أقراص مرنة الواحد تلو الآخر وبإمكان أي شخص أن يفعل ذلك، وبعد تحميل ثمانية أقراص بنجاح جاء القرص التاسع عاطل لم تقبله الحاسبة، فأخبرته بذلك، فقال لي: مو مهم خلينا نشتغل بالأقراص الثمانية وعلمني الآن على تشغيل الحاسبة وأي مبادئ أولية أخرى وأنا غداً سأشتري القرص التاسع... بذلت جهداً كبيرا لكي أوضح له بأن الويندوز لا يمكن أن يشتغل إلا بعد إكتمال التحميل بأكمله، لكنه لم يقتنع بل وأخبرني بأنه يظن بأني أتهرب من الموضوع ، فأخذ حاسوبه وخرج من بيتي لكنه عاد بعد فترة ليعتذر عما بدر منه بعد أن أتصل بمكتب متخصص فأخبروه بأن ما قلته له كان صحيحاً
مثال ثاني شكا لي أحد الأصدقاء بأنه توجه ليستلم مفتاح الكتروني (ريموت) لفتح بوابات لمجمع تجاري فأعلمه الموظف بأن ثمن الريموت 20 دينار وهو مخصص لفتح بوابتي المجمع الأثنتين، فقال له الصديق: أخي، أنا استعمل بوابة واحدة فقط لذا أرجو إعطائي ريموت يفتح بوابة واحدة وبسعر 10 دنانير. فلم يوافق الموظف بالطبع ، فسألت صديقي: يعني إذا أردت شراء راديو يعمل على موجة أف أم وموجة متوسطة بسعر 20 دينار هل يحق لك أن تطلب من البائع أن يحذف لك أحدى الموجتين ويخفض لك السعر الى النصف هذه أمثلة مسلية على الأمية التكنولوجية مع التأكيد بأنها ليست إنتقاصاً من قيمة الأميين تكنولوجياً فالقابليات درجات الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات