الأنسان الكايميري متى يفشل فحص المادة الوراثية لتحدد الأم أو الأب البيولوجي ؟ هل يمكن أن تلد المرأة أولاداً يختلفون عنها في المادة الوراثية كلياً ؟
الأنسان الكايميري هو ظاهرة علمية خطيرة تم أكتشافها مؤخراً ولو تحقق الوضوح في كافة جوانب الموضوع فأنه سيحل الكثير من الغموض الذي تعاني منه الاوساط العلمية والطبية نتيجة لوجود حالات مرضية غريبة مثل المناعة الذاتية والإزدواجية الجنسية غير ذلك، من أهم من كتب عن ذلك هي الكاتبة راشيل ريتنر في مجلة لف ساينس في 8 آب/اغسطس 2016
الكايميرية تعني تداخل و اندماج الحامض النووي (دي أن أي) لكائنين بشريين في كائن واحد وقد يكون الإثنان من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين. وقد يظهر الأختلاف في الدم وهو ابسط الأشكال أو في أحتواء الجسم على أعضاء مختلفة لاسيما الأعضاء التناسلية يحدث هذا الإندماج بدرجة رئيسية في فترات الحمل الأولى لتوأم أي في المرحلة المسماة بلاستولا فيحدث أن يخفق أحد التوأمين في النمو فيموت ويتحلل ويصبح مادة ذائبة يمتصها الجنين الثاني الذي يواصل النمو حى الولادة فيكون بذلك حاملاً لمادتين وراثيتين واصبح يصطلح عليه علمياً بإنسان كايميري . بعض العلماء درسوا الحالة على حيوانات وحاولوا إدماج المادة الوراثية الحيوانية بأخرى بشرية ، لكن مثل هذه التجارب كان من غير المسموح القيام بها طبياً أو علمياً ولكن التطورات الأخيرة قد أدت الى تغيير هذا القرار ويمكن أن نسمع قريباً عن نتائج حقن مادة وراثية بشرية في حيوانات التجارب مما قد يلقي الضوء على العديد من حالات الغموض التي تكتنف الأمراض البشرية الوراثية أو السرطانية أو غيرها
والأسم هو قديم مشتق من أسم كائن أسطوري من الأساطير الأغريقية يحتوي جسمه على رأسين أو ثلاثة لحيوانات مختلفة وغالباً ما يظهر في الرسوم والمنحوتات على شكل أسد وله رأس معزة وآخر لأفعى مثلاً
في دراسة أنجزت عام 2015 أقر الباحثون على أن حالة الكايميرية المؤقتة تحدث لجميع الأمهات الحوامل بلا استثناء، وقد تم التوصل الى هذه الحقيقة بعد أجراء فحص دقيق على 26 أمرأة حامل توفوا أثناء الحمل أو بعد الولادة حيث تم أجراء فحوصات على المادة الوراثية في أغلب أعضاء الجسم مثل القلب ، الرئتين، الكبد، الطحال، المخ وغيرها وقد تم تشخيص المادة الوراثية للجنين في جميع خلايا تلك الأعضاء، لاسيما مادة الكروموسوم الذكري (واي) في حالة كون الأم كانت تحمل جنيناً ذكراً ، وفي دراسة أخرى مشابهة سبقتها وكانت قد أجريت عام 2012 وجدت أثار الكرموسوم الذكري في سيدة مسنة توفت عن عمر 94 عام
الحالات المعروفة للأنسان الكايميري أولاً : أحدى اوضح حالات الانسان الكايمري تعود الى عام 2001 لسيدة تدعى كارين كيغان، كانت تعاني من فشل كلوي، وأراد الاطباء أن يزرعوا كليه لها، وفي أثناء أجراء أختبارات التلاؤم لمادتها الوراثية مع أبناءها وجدوا أختلافات واضحة في مادتها الوراثية فكانت بمثابة لغز علمي وتحدي طبي خطير، ولم يحل اللغز إلا بعد أن قرر الاطباء بأنها انسان كايميري وأن دمها يحتوي على مادة وراثية غير التي توجد في خلاياها الجسمية ثانياً نفس الحالة تحدث عند زرع نخاع العظم لانسان يعاني من سرطان الدم ، ومعلوم أن نخاع العظم هو النسيج المتخصص بتكوين خلايا الدم ويحتوي على خلايا جذعية التي يمكنها تكوين خلايا الدم المتخصصة ، ففي هذه الحالة سيكون دم المريض محتوياً على خلايا تحمل المادة الوراثية للمتبرع بينما تبقى خلايا الجسمية حاوية على المادة الوراثية الأصلية،وحيث أن نخاع العظم المأخوذ من المتبرع سيكون دائمياً في المريض لذا فإن دمه سيبقى مختلفاً في مادته الوراثية عن خلايا جسمه. ثالثاً : كما يمكن لحالة الإنسان الكايميري أن تحدث أحياناً لدى الأم الحامل حين تنتقل بعض خلايا الجنين الى جسمها بصورة عرضية، ففي هذه الحالة ستبقى الأم حاملة لنسبة قليلة من المادة الوراثية لأبنها في جسمها ومثل هذه الحالة تعرف بالكايميرية الدقيقة رابعاً : الكايميرية المؤقتة يمكن لهذه الحالة أن تحدث ايضاً ولكن بصورة مؤقتة في حالات نقل الدم (وليس نخاع العظم) لمريض ممن يحتاج الى ذلك ففي هذه الحالت سيبقى دم المريض محتوياً على خليط من المادة الوراثية الأصلية له والقليل من المادة الوراثية للمتبرع، وبما أن خلايا الدم هي مؤقتة ولا تعيش أكثر من ثلاثة أشهر، لذا فأن مثل هذا الاختلاف سيختفي من جسم المريض بعد عدة أشهر، وتعود مادته الوراثية واحدة فقط الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات