يحتوي دخان التبغ على نحو 4000 مادة كيمياوية مختلفة، وهذه المواد الغريبة عن الجسم لها خصائص سامة وتعمل على تغيير طبيعة خلايا جسمية معينة موجودة في الرئتين، أي أن هذه الخلايا تتحول فيما بعد إلى أورام سواء أكانت خبيثة أم حميدة تشير الإحصائيات الطبية في المجتمعات الصناعية للدول الغربية بأن واحدأً من كل ثلاثة أفراد يحتمل أن يصاب بالسرطان خلال سنوات عمره القادمة، وأن واحد من أهم مسببات السرطان هو التبغ ، الذي يمكن تجنبه في وقت مبكر بقليل من قوة الإرادة من أهم أنواع الحالات المرضية المرتبطة بالتدخين هي ما يأتي
آ-سرطان الرئة: من أكثر أنواع الحالات السرطانية شيوعاً وأكثرها ارتباطا بالتدخين، وهو يعد اليوم وعلى الرغم من أن نسبته لدى الرجال قد مرت في مرحلة تناقص خلال العقدين الماضيين بين البيض والملونين على حد سواء ، إلا أن نسبته في الإناث (البيضاوات والملونات) مرت بمرحلة تزايد. ويقدر احتمال إصابة المرأة المدخنة بسرطان الرئة بنحو 11 مرة أكثر من احتمال المرأة غير المدخنة، بينما يكون احتمال إصابة الفرد الذكر المدخن بسرطان الرئة يبلغ 23 مرة أكثر من غير المدخن
ينتج سرطان الرئة بسبب وجود عدد من المركبات المسرطنة في دخان السجائر، فضلاً عن هواء المدن الملوثة بالطبع، والتي تفعل فعلها خلال سنوات التدخين الطوال محدثة خللاً فسيولوجياً في بعض خلايا الرئتين، يتحول فيما بعد إلى ورم خبيث. وتؤكد الإحصائيات البريطانية أن هناك حالة وفاة واحدة بسبب هذا الداء بين كل عشر حالات وفاة مبكرة ولاسباب مختلفة في بريطانيا أشار الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين بأن التسجيلات الطبية قد أكدت على أن نسب الإصابة بسرطان الرئة لدى مدخني السيجار والغليون الدائميين تكون أعلى من غير المدخنين لكنها أقل من النسبة لدى مدخني السجائر فقط
يمكن تقسيم حالات سرطان الرئة إلى فئتين رئيستين هما أولاً سرطان الخلايا الرئوية غير الصغيرة [1] وهو النوع الأكثر شيوعاً لكنه لا يمتاز بسرعة إنتشار كبيرة في الجسم ومن بين أنواعه سرطان الخلايا الحرشفية[2]والذي يعد أهم من النوع الأول ثانياً: سرطان الخلايا الرئوية الصغيرة [3] تصل نسبة وجوده نحو 20% ويكون سريع الإنتشار في الجسم
ب- سرطان الفم والبلعوم يسبب دخان السجائر والغليون والسيجار على حد سواء حالات مختلفة من سرطان الفم والبلعوم وقد تتداخل مع سرطان الحنجرة والمريء، كما أشارت العديد من الدراسات أن التدخين المستمر قد سبب زيادة نسب الإصابة بسرطان الحنجرة بما يتراوح بين 20-30 مرة أعلى من غير المدخنين.
يؤثر تعاطي الكحول في تطور حالات سرطان الفم والبلعوم تأثيراً منشطاً [4] مسبباً أرتفاع نسبة الخطر إلى نحو 35 مرة أكثر من الطبيعي، لاسيما لأولئك الذين يدخنون علبتين من السجائر أو أكثر يومياً مترافقة مع تناول الكحول