جميع الحضارات سادت ثم بادت، إلا ان الحضارة الرومانية استقطبت الكثير من الإهتمام في هذا المجال بسبب تهاوي تلك الإمبراطورية الشديدة البأس في مدة زمنية قصيرة نسبياً وذلك في فترة القرنين الرابع والخامس من التاريخ الميلادي، بعد حكم دام نحو خمسمائة عام وأمتد نفوذها ليشمل معظم أوربا وأجزاء من آسيا وشمال أفريقيا
وقد حير هذا السقوط العلماء والباحثين بحيث جمع الباحث في التاريخ الألماني الكسندر ديماندت ما يقرب من 210 فرضية مختلفة حول أسباب سقوط تلك الإمبراطورية، ويتفق الكثير من الباحثين الى أن المدن الرومانية بدأت تعاني من تناقص السكان المتواصل إبتداءا من القرن الثاني الميلادي، بسبب تفشي الأمراض ومنها الملاريا والسل الرئوي والجدري والحصبة، فضلاً عن تناقص الغذاء وتدهور البيئة
من جانب آخر يعتقد بان التسمم بالرصاص كان سبباً رئيسياً في ذلك، فقد كانت المدن الرومانية تستقي مياهها من عيون جبلية منقولة بسواقي وقنوات مصنوعة من الرصاص أيضاً، كذلك إعتمد أهل روما على استعمال محلول سكري يحتوي على أملاح الرصاص لإضافته الى النبيذ أو في صنع الحلويات، والذي يتحول الى ملح خلات الرصاص السامة. سبب هذا الأعتماد الواسع النطاق على عنصر الرصاص السام حالة تسمم شديد لدى السكان آنذاك ، ويعتقد بأن أنتشار حالة التسمم تلك بين صفوف الطبقة الحاكمة وأفراد الشعب على حد سواء ، قد سبب التعجيل بسقوط الإمبراطورية الرومانية الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات