الدادائية بعد الحرب العالمية الأولى 1914-1918 خرج جيل الشباب آنذاك وهو ناقم على التقاليد والأعراف والأخلاقيات العامة فضلاً على تدهور الأوضاع الأقتصادية والمعيشية آنذاك وكرد فعل على فقدان الثقة بالثقافة والفنون بعد الحرب فبادرت مجموعة من الشباب الألمان الى بلورة أفكار حركة سميت بالدادائية وهي حركة فنية وفلسفية في جوهرها تعارض الحروب، كانت بدايتها في العقد الثاني من القرن العشرين كنتيجة طبيعية لما شهده العالم من مآسي خلال الحرب العالمية الأولى
بداية هذه الحركة الفنية كانت في مدينة زوريخ وبالتحديد في مقهى بإسم "كابريه فولتير" والذي تأسس لأغراض فنية وسياسية في آن واحد على يد مجموعة من الفنانين والشعراء، ومن زوريخ أنتقلت مفاهيم الحركة الى برلين وكولون في المانيا ، وباريس وبخارست في أوربا في بداية العقد الثالث من القرن العشرين ثم الى نيويورك في القارة الأمريكية في أواخر العقد نفسه
الأعمال الفنية الدادائية قد تحتوي على أي شئ أو أي مادة وهذا هو أساس فكرة هذه الحركة المتمثلة بالخروج عن القواعد العامة ومشاكسة المجتمع في قيمه وأخلاقياته، فاللوحات هي فوضى من الأشكال والخطوط ويمكن أن تلصق فيها أي مواد أو أخبار من الصحف، وقد ساهم تطور فن المونتاج الفوتوغرافي بخدمة الدادائيين في تكوين لوحات جديدة أما المنحوتات الدادائية فتتضمن الخشب والمعادن وقطع من السيارات أو المكائن وأي مادة أخرى
أحد رواد الدادائية هو جورج غروسيز
رواد الحركة رواد الدادائية تربطهم فكرة بأن الطبقة البرجوازية في المجتمع بما تحمله من مفاهيم هي التي أدت الى نشوب الحروب، لذا فهم رفضوا تلك المفاهيم من خلال أعمالهم الفنية التي إتصفت بالعشوائية والفوضى والخروج عن العقلانية ومن رواد الدادائية هو جورج غروسيز (الماني هاجر الى أمريكا وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1938) الذي صرح بأن قصد في أعماله مهاجمة الأطراف المضطلعة بنشوب الحروب في العالم
على مدى السنوات التي أعقبت تأسيس الحركة، حاول بعض رواد الدادائية أصدار مجلات تعكس مفاهيم لكن تلك المحاولات لم تكن ناجحة فالبعض منها لم يزد عن عدد واحد وتلاشت بعدها، وهناك كتباً نشرت عن الدادائية أيضاً ولكنها لم تلق الرواج الكافي
الاعمال الفنية في عام 1920 أفتتح معرضاً دادائياً في مدينة كولونيا بالمانيا، وكان المعرض مقام في حانة وكان الزائر يشاهد أغرب ألاعمال منها على سبيل المثال مبولة موضوعة بوضع مقلوب أو مطالعة أشعار بذيئة على لسان إمرأة أو قصائد خالية من المعنى ، أو غير ذلك، أغلق المعرض من قبل الشرطة بتهمة انتهاك الذوق العام، لكن منظميه لجأوا الى القضاء وأسقطوا التهمة عنهم فأعيد فتحه مجدداً
أحدى اللوحات الدادائية للفنان ترستان زارا
يمكن للمنحوتات الدادائية أن تتضمن الخشب والمعادن وقطع من السيارات أو المكائن وأي مادة أخرى
مبولة وضعت في المعرض بإعتبار أنها عمل فني
ما رأي رواد الفن الملتزم وصف الرواد الملتزمون بالفن المدرسة الفنية الجديدة أي الدادائية بأنها نتاج الأزمات الإقتصادية العالمية وتدهور أخلاقيات المجتمع بينما صرح الفنان التشكيلي هانز ريختر (الماني الجنسية) بأن الدادائية هي حركة ضد الفن لأن الفن يدور حول القيم الجمالية بينما تغفل الأعمال الدادائية هذه القيم كلياً كذلك صرح أحد الكتاب في مجلة أخبار الفن الأمريكي في أحدى مقالاته بأن الدادائية هي أبشع صورة أنتجها الفكر البشري الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات