الدرونات التجسسية الصراع على الهيمنة والتسلط بزغ مع ظهور الإنسان على وجه البسيطة وما يزال جارياً وتطورت الأسلحة من الحجارة والعصي الى السيوف الى إختراع البارود ثم الأسلحة الحديثة بما فيها اسلحة الدمار الشامل، والأن ظهر الجيل الجديد من الأسلحة الآلية الى تحارب لوحدها نيابة عن الجند ولعلنا سمعنا منذ عدة سنين بوجود طائرات بلا طيار، وسمعنا أيضاً بنظام تحديد المواقع الأرضية جي بي أس ولاحظنا كم تطورت وسائل التحكم عن بعد بآلات أو سيارات أو طائرات، وقرأنا الكثير عن وجود الدرون أو الالات التجسسية الطائرة وسمعنا الكثير من التقدم العلمي في مجالات عديدة أخرى ولكن أن تجتمع كل هذه المظاهر التكنولوجية المتطورة في آلة واحدة وتستخدم لأغراض الفتك بالبشر، فهو أمر مثير للجدل بحق فقد طورت الشركة الأمريكية نورثروب غرومان وهي متخصصة بصناعة الأسلحة طائرة من طراز الشبح (ستيلث) مؤخراً وهي مقاتلة بلا طيار تحمل الرمز "أكس 47 بي" مخصصة للإنطلاق من متن حاملات الطائرات في عرض البحر وبذلك يكون بإمكانها الإقلاع ومهاجمة أي هدف في أي مكان وبدون إذن مسبق من دولة ما
تطير الطائرة بتحكم آلي بالكامل وتفوق سرعتها سرعة الصوت بمدى كبير وبإمكانها الوصول الى إرتفاع 12 الف متر فوق سطح الأرض كما بإمكانها التحليق لمدة ست ساعات متواصلة بلا إعادة تزود بالوقود. يبلغ عرض جناحيها 20 متراً وهما قابلين للطي لتوفير مساحة أثناء المكوث فوق ظهر الحاملة أولى التجارب التي تمت بنجاح لهذا الطراز كانت قد أجريت في عام 2011 وبقيت التجارب قيد السرية التامة قبل الكشف عنها بصورة علنية في شهر مايو/أيارالماضي، وبذلك تكون هذه الطائرة هي أول طائرة من هذا الحجم تقلع وتهبط بصورة ألية بالكامل وبدون قيادة أرضية بشرية، وبالنظر لتطور نظام تحديد المواقع بشكل كبير فضلاً أجهزة الرصد والمراقبة فقد أصبح بالإمكان تعقب أي هدف مهما يكن صغيراً وتدميره. واستقراءاً لما يترتب على هذا التطور التكنولوجي الملحوظ، يعتقد بأن هناك أتجاهين متضادين أولهما أيجابي وهو إمكانية تطوير النظم الملاحية في الطائرات المدنية لتسهيل عمليات الاقلاع والهبوط أو تحويله الى صورة آلية بالكامل أما الإتجاه الثاني فهو سلبي وعدائي ويتمثل في تطوير روبوتات غاية في الدقة وبالتالي استعمالها في القتل والتدمير وغياب المتسبب في الحادث الذي يمكن مقاضاته ولو من الناحية الأدبية او الإنسانية وقد شاع استعمال هذه الدرونات اليوم لا سيما من قبل التنظيم الإرهابي (داعش) وكذلك القوات النظامية التي حاربته في الموصل والمناطق الأخرى
الدرونات القاتلة نجحت القوة الجوية الأميركية في أنتاج درون (طائرة توجه عن بعد) على شكل وحجم بعوضة يمكنه الطيران والتوجه الى شخص معين لأغراض التنصت فينقل يقوله بالصوت والصورة، وعدا عن التصص والتجسس يمكن أن يحط الدرون على أي شخص مستهدف بخفة أما ليأخذ عينة منه لتحليل ال دي أن أي من غير علمه، أو ليحقن في جسمه مادة سامة أو مخدرة أو مادة للتبع وتحديد مكان وجوده، وبعد أن يقوم الدرون بإنجاز المهمة في ثانية واحدة أو أقل يعاود الطيران عائداً الى قاعدته التي أنطلق منها
ينبغي أن نتذكر بأن مثل هذه العملية قد تشمل إطلاق مئات الدرونات دفعة واحدة لتحط على أماكن معادية يتعذر الوصول اليها بالطرق الأعتيادية هناك أشكال أخرى من هذه الدرونات التجسسية المودهة عن بعد، بعضها صغير وعلى شكل حشرة مثل الفراشة أو النحلة والبعض الآخر كبير وعلى شكل طائرة أو غير ذلك وهذا النوع متوفر تجارياً منذ عدة سنوات وهو مخصص للتجسس على قطعات العدو، أو التصوير الجوي لأغراض الحراسة أو الحماية الأمنية