في الغابات الوطنية البعيدة في غربي ولاية فرجينيا تقع قرية تعرف باسم غرين بنك محاطة بمنطقة تبلغ مساحتها 33 كيلومترا مربعا، تفرض فيها قيود شديدة على أنواع محددة من الإذاعات والترددات مثل الهواتف النقالة أو الواي فاي حتى لا تتسبب في تشويش أجهزة مرصد غرين بنك، الواقع على التلال التابعة للمرصد
ما هو مرصد غرين بانك ؟
المرصد هو عبارة عن محطة رصد للإشارات اللاسلكية البعيدة القادمة من الفضاء السحيق ويتألف من صحن لاقط تبلغ مساحته بما يساوي ملعب لكرة القدم تقريباً وهو حساس للإشارات اللاسلكية حتى وأن بعد مصدرها عن الأرض بمسافة 13 مليار سنة ضوئية وهي أقصى مسافة لتحسسه، وتشمل المساحة التي يغطيها بنحو 500 مليون سنة ضوئية من المجرات في درب التبانة حيث توجد مجموعات شمسية يقدر عددها بما يزيد عن مليون مليار شمس أي تسعة أصفار أمام الرقم واحد، وبعبارة أخرى فإن التلسكوب هو جهاز تجسس استخباري فضائي شديد الحساسية هدفه إلتقاط أي إشارات تواصل أو نشاط لكائنات أخرى من خارج كوكب الأرض
وبغية عدم التشويش على عمله فإن اجهزة الراديو ، والتلفزيون والهواتف النقالة وجميع أجهزة البلوتوث ممنوعة في هذه المنطقة فضلاَ على أجهزة وأفران المايكروويف، وجميع الأجهزة التي تعمل بالتحكم عن بعد ومنها بوابات الكراجات مثلاً، وهناك سيارة تقوم بدوريات يومية وهي مخصصة للتصنت على الساكنين خوفاً من قيام أحدهم بتشغيل أي نوع من هذه الأجهزة
أخر مستجدات التنصت
نقلت الأخبار بأن اشارات لاسلكية واضحة قد التقطت مراراً وتكراراً من نفس الموقع في الفضاء الخارجي البعيد وهي لا بد وأن تكون صادرة عن الكائنات الفضائية من خارج كوكبنا (أي تي) وقد استلمت هذه الإشارات في عام 2016 وكانت قد استلمت من قبل في عام 2012 وقد قدر بعد مصدرها بنحو 3 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وهي ليست الوحيدة في الكون فهناك 17 موقعاً آخر موزعين في مواقع أخرى وتبعث جميعها مثل هذه الإشارات على فترات مختلفة ويعرف بأن هذه الإشارات قد تعزى الى نجوم نيوترونية لاسيما إذا كانت عشوائية الشدة ، ولكن تكرار إنبعاثها بنفس الشدة والتزامن يرجح إحتمال كونها صادرة عن أنواع من الحياة
وبالرغم من القيود المفروضة على أجهزة الإتصالات اللاسلكية الحديثة مع ذلك يعيش أهل المدينة بصورة طبيعية ويتواصلون بالهاتف بخطوط أرضية فقط بنفس الطريقة التي كانت مستخدمة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بل أن هذا الجو الخالي من الإشارات اللاسلكية من أي نوع كان، شجع بعض سكان المدن الأخرى ممن يعاني مما يسمونه متلازمة الحساسية الكهرومغناطيسة الى الهجرة والاستقرار الدائم في المدينة وهو يدعون أنهم يحسون بالراحة التامة هناك
هذا الوضع معرض للتغير فبسبب الضائقات المالية التي تمر بها مؤسسة الأبحاث الفلكية الأمريكية والحاجة الى ضغط النفقات لوجود صعوبة في تدبير الميزانية التشغيلية للمرصد والبالغة 10 مليون دولار سنوياً ، فإن المرصد معرض للإغلاق في السنوات المقبلة لاسيما وأن هناك مرصد آخر أحدث منه قيد الإنشاء في هاواي الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات