google-site-verification=4RXtEuY20U6TNHzPOfPZnBopOjIfgNk0g1NbJeJvZ-c
وجهات نظر مختلفةعقب النجاح الذي حققه التفجير الذري الاول على هيروشيما في اليابان وحسم الموقف لصالح الولايات المتحدة ، أنبرى أحد العلماء المشرفين على التجارب النووية منذ بداياتها الاولى – وهو يهودي من أصل مجري- ليعبر عن أرتياحه العميق بالنجاح قائلاً بأنه من الممكن بعد الآن -آنذاك- البدء بزيادة القدرات التدميرية للقنابل الذرية الامريكية لتصل الى ما يعادل مليون وربما عشرة ملايين كغم من مادة تي أن تي أو أكثر … طالما أن العالم يسير في سباق التسلح
في حين صرح أحد علماء الذرة الالمان وأسمه أوتو هان وكان أسيراً في سجون بريطانيا ، بأنه لم يصدق الخبر لاول وهلة من هول الفاجعة التي يعلم حدودها جيداً ، ثم عاد وصدقه بعد أن سمع الرئيس الامريكي يعلنه رسمياً بوسائل الاعلام. فكتب في مذكراته قائلاً : " لقد صدمت وأصابتني كآبة شديدة لا توصف ، فأن مجرد التفكير في الدمار والشقاء الذي أصاب أعداداً لا حصر لها من النساء والاطفال هو شيء لا يحتمل في الوقت الذي أحتفل فيه أغلب باحثي مركز لوس الاموس للابحاث الذرية الامريكي بنجاح جهودهم ، فأن أحد علمائهم والمدعو أوتو فريش قال يصف حالته عند سماعه بالنبأ : "أندفع أحد الزملاء الى الغرفة صائحاً : " لقد دمرت هيروشيما … مئات الالآف من اليابانيون قد قتلوا " فشعرت بالغثيان والرغبة في التقيؤ ، بينما تلقى باقي الزملاء الخبر بسرور بالغ وسارعوا للاعداد للاحتفال بالمناسبة أما الادهى والأمر من ذلك ، فهو أن الرئيس الامريكي آنذاك وكان هاري ترومان ، علم بنبأ نجاح التفجير على هيروشيما أثناء تناوله الطعام على متن الباخرة الامريكية (أوغسطا) وكان عائداً من زيارة رسمية . فأخبر البحارة الواقفين حوله ليقدموا له التهنئة (بقتل مئات الالاف من البشر دفعة واحدة) بأنه يشعر بأن هذا اليوم هو أعظم يوم في التأريخ ، وأن بأمكانه أن يذهب الى بيته مرتاحاً ، ثم واصل تناول طعامه في الوقت الذي كان فيه اليابانيون يعملون على أخلاء الاف مؤلفة من جثث قتلاهم والآفاً أخرى من جرحاهم ، وهم لا يزالون في حالة ذهول لهول ما حدث لهم
|
في هذا الباب نستعرض التكنولوجيات المدمرة للحياة والبيئة والتي توصل اليها الفكر البشري في منحاه التدميري كوسيلة للهيمنة والسيطرة والتحكم بالآخرينهذه المقالة نشرت في الفصل الثامن عشر من كتاب التلوث البيئي لمؤلفه الدكتور مثنى عبد الرزاق العمر/دار وائل للنشر-عمان- الأردن 2010 الطبعة الثانية /صفحة 269
ثاني أسوأ قنبلتين في التاريخ: قنبلة ناغازاكي
بعد أن أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على أن تعلن اليابان إستسلامها دون قيد أو شرط بهدف أنهاء الحرب العالمية الثانية ، لصالح الأولى ، أعتبرت اليابان هذا الأستسلام هو بمثابة إفناء لتأريخها وحضارتها العريقة ، فأعلنت رفضها التام ، وفي هذه الأثناء ، كانت التجارب الأمريكية الأولى على السلاح الذري قد أكتملت في مركز الأبحاث الذرية في لوس الآموس في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان من الضروري أجراء تجربة واقعية لأكمال (لفرحة) بهذا السلاح الجديد ، فصدرت الأوامر بأجراء هذه التجربة على اليابان القنبلة الذرية الثانية
أما القنبلة الثانية فقد خصصت للمدينة المنكوبة الثانية ناغازاكي ، وأنفجرت في تمام الساعة الحادية عشر وثانيتين بتوقيت تلك المدينة صباح يوم 9 آب 1945 وكان قلب الأنفجار هو ضفة الهضبة الرئيسية للمدينة ذات الطبيعة المتموجة وعلى أرتفاع 500 متر من الوادي الذي تحتها ورغم أن قوتها الانفجارية كانت تصل الى 22 الف طن أي ضعف القنبلة الاولى ، الا أنها سببت خسائر أقل بسبب الظروف الخاصة بالمدينة وطبيعة تضاريسها وموقع التفجير المرتفع عن سطح الأرض ، فبلغ عدد القتلى حوالي 70 الف شخص لغاية نهاية عام 1945 ثم أرتفع ليصل الى 140 الف شخص بعد خمس سنوات من تلك الجريمة الامريكية النكراء ، ما عدا الاصابات غير القاتلة مواضيع ذات صلة
|