مدينة صغيرة تقع في شمال شرق اليونان فوق جبل يعرف بإسم آثوس هو عبارة عن شبه جزيرة في بحر إيجة، تبلغ مساحتها نحو 336 كم مربع، يقطنها نحو 2200 رجل من الرهبان الأرثودوكس موزعين مساكن صغيرة تشكل ما يساوي 20 دير أدخلتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1988
تعتبر المنطقة بمثابة جمهورية مستقلة تعرف باسم ولاية الجبل المقدس وتخضع لسلطة البطريرك. وهي من أقدم المناطق المأهولة بالبشر في تلك المنطقة، لذلك تضم الأديرة فيها، ثروة هائلة من المخطوطات الأثرية، والتحف والنفائس
سكان ولاية الجبل المقدس هم من الرجال فقط وبعمر يفوق 18 عاماً، ويمنع على النساء دخولها، ويعاقب القانون المرأة المخالفة بالسجن لمدة تتراوح ما بين عام واحد الى عامين، ولا يقتصر المنع على النساء بل يمتد الى إناث الحيوانات كذلك ما عدا القطط والنحل. الأولى لاهميتها في القضاء على الفئران والثانية لإنتاج العسل وتلقيح الأزهار
سبب منع النساء من الدخول هناك سببان لمنع النساء أولهما أن الرجال يعيشون حالة الزهد والنسك للوصول الى التسامي عن الرغبات الجسدية وبذلك فإن وجود أو مشاهدة النساء يعيق حالة التسامي المنشودة ، وثانيهما أن الاعتقاد السائد بأن الولاية برمتها هي ملك للسيدة مريم العذراء، ولذلك لا يحق لأي إمراة أخرى الدخول اليها وتسمى أيضاً بحديقة السيدة العذراء هناك بعض الاستثناءات التي حدثت على مر التاريخ فقد أمر الأمبراطور الصربي دوسان في القرن الرابع عشر بنقل زوجته هيلين الى جبل أثوس لحمايتها من الإصابة بالطاعون، ولكن الغريب أن أقدامها لم تلامس أرض الولاية إذ بقيت محمولة في هودج خصص لها طيلة فترة بقاءها
محاولة إختراق ناجحة
في أعوام العشرينيات من القرن الماضي تنكرت الكاتبة الفرنسية ماريس شواسيه بزي بحار، وزارت الجزيرة ومكثت فيها نحو شهر، ثم عادت لتوثق مغامرتها في كتابها الموسوم: شهر في عالم الرجال
في أعوام الثلاثينيات من القرن الماضي تسللت الفتاة اليونانية ألكيي دبلاراكوا الى الجزيرة متنكرة للقيام بمغامرة من أجل فوزها بلقب ملكة جمال أوربا، ولم يكشف النقاب عن مغامرتها إلا في 13 تموز 1953 حين نشرت مجلة التايم مقالة عنها بعنوان " ذروة الخطيئة"
في 26 مايو/آيار من عام 2008 وصل الى الجزيرة أربعة نساء ورجل واحد هاربين من بلادهم عبر تركيا ، وقد أعفي عنهم وتم ترحيلهم بعد إعلامهم أن الجزيرة محرمة على النساء
في عام 2003 طلب الأتحاد الأوربي من اليونان إلغاء الفقرة الخاصة بحبس النساء المتجاوزات على الجزيرة، لكن اليونان رفضت الطلب
المدينة غير متاحة للسياح، ما عدا سفرات محدودة العدد وبشكل منظم وللذكور فقط ،حيث يسمى السياح بالحجاج والذين عليهم الحصول إذن دخول مسبق ومشروط بمدة زمنية محددة، هناك نوعين من أذون الدخول الأول هم الدخول والمبيت بأي دير يرغبون به لعدد محدود من الأيام (يكون عدد الأيام أقل في الصيف) أو اذن دخول الى دير واحد فقط والمبيت فيه لاي عدد من الأيام يحددها السائح او الحاج لايمكن الوصول الى المدينة المقدسة إلا بطريق البحر فقط بواسطة الزوارق والعبارات، واما التنقل فيما بين الأديرة فيكون بالباص أو بسيارات تاكسي ولكنها باهضة التكاليف الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات
تساؤلات الكاتب أولاً: لا شك في أن إنعزال الرجال كلياً عن النساء، هو أمر خارج عن الطبيعة البشرية وله العديد من العواقب السلبية،بغض النظر عن الدين أو العقيدة ، فقابلية التسامى والتصعيد تتفاوت من شخص لآخر ثانياً ما فائدة المخطوطات الأثرية، والتحف والنفائس المحفوظة في الأديرة إذا كانت المدينة مغلقة ولا يزورها إلا القليل من السياح وبموجب زيارات خاصة مرتبة لعدد محدود