google-site-verification=4RXtEuY20U6TNHzPOfPZnBopOjIfgNk0g1NbJeJvZ-c
الرزفيراترول في العنب الاسود
في هذه المقال نتناول باختصار مركب غذائي يمتلك خواصا مهمة ليس فقط لمنع وتعطيل تسرطن الخلايا ومكافحة بعض الامراض المصاحبة للعمر كامراض القلب والاوعية الدموية ولكنه يمتلك ايضا خواصا تؤدي الى منع العمليات الخلوية المصاحبة للهرم وتاخيرها وربما الى اطالة العمر كما لوحظ في الحيوانات المختبرية . وهذا المركب هو الرزفيراترول
يوجد الرزفيراترول بتراكيزعالية في العنب الاسود و بالذات في جلد الثمرة وكذلك في منتجات العنب الحاوية على الجلد كالعصارة والزبيب الاسود كما يوجد كذلك في المكسرات، ومن اهم خواص الرزفيراترول هي قابليته على ازالة التفاعلات الابيجينية لجذور الاسيتيل من الخلية اضافة الى خواصه المثبطة للالتهاب والمانعة لنشوء بعض التغيرات التي تؤدي الى السرطان
يمكن للتفاعلات الابيجينية الناتجة عن مصادر بيئية كتفاعلات جذور المثيل اوالاسيتيل مع بروتين الهستون المغلف والمبطن لحامض الدي .ان .اي. (دنا) الذي يحمل الجينات ان تؤدي الى تسرطن الخلية وذلك اما بتعطيل الجينات المثبطة لنمو الاورام او بتضخيم الجينات التي تساعد على التسرطن بشتى الوسائل وذكرنا سابقا كيف يمكن للكرنبيات في الغذاء تثبيط تسرطن الخلية بازالة التفاعلات الابيجينية لجذور المثيل من الحامض النووي وزلال الهستون . اما الرزفيرترول في العنب الاسود والمكسرات فيساعد على ازالة التفاعلات الابيجينية لجذور الاسيتيل من هذه المواقع وهذه هي احدى الطرق التي يثبط فيها الرزفيراترول تسرطن الخلية وتعود خواص الرزفيراترول المثبطة للسرطان الى انتماءه الى مايعرف الان بالمركبات المفعلة للسرتينات أو الستاكس Sirtuin - Activating Compounds (STACs)
والتي يمكنها تحفيز مجموعة من الانزيمات الخلوية تسمى (السرتينات او السرتوينات) وتفعيلها .وتسيطرهذه الانزيمات بدورها على عدة مسارات كيمياوية تتعلق بتصليح الحامض النووي عند تلفه واحباط معالم السرطان في الخلية كالانقسام اللانهائي وتفادي الموت المبرمج وكذلك تلعب السرتينات دورا في تاخير العمليات الخلوية المصاحبة لعملية الهرم (التعمير)حيث لوحظ ان اضافة (الرزفيراترول) تطيل في حياة الخمائر والديدان والذباب والسمك وكذلك فئران المختبر بعد أن سجلت بعض البحوث زيادة عمرها بنحو 26% احيانا
ويحدث التفاعل ما بين الرزفيراترول والسرتينات كما وجد حديثا بصورة مباشرة على مستوى الخلية توجد سبعة انواع من السرتينات في الخلية ترقم من 1 الى 7 . وتوجد السرتينات 3 و4 و 5 في الميتوكوندريا اما السرتينات الباقية فتوجد في نواة الخلية واحيانا في النوية. وتنظم هذه الانزيمات فعاليات خلوية مهمة تتعلق بحفظ توازن الجينوم الوراثي والمحافظة على انسيابية العمليات الفسلجية الوظيفية أو ما يعرف بالإستتباب الداخلي للجسم على مستوى الخلية . تشمل وظائف السرتينات التفاعل مع الايعازات التي تطلقها الخلية بسبب عطب المادة الوراثية والعمل على منع تطور معالم التسرطن كتعطيل الانقسام وتصليح العطب، كما تتفاعل السرتينات لاعادة توازن المحيط الخلوي بسبب الضغط التاكسدي وفعاليات اخرى تتعلق بتميز الخلية وبالايض الخلوي وخاصة عند ظهور اضطرابات تدل على بدأ تسرطن الخلية كاختلال ايض سكر الكلوكوز والشحوم . وعندما تتحفز السرتينات بمركب محفز (ستاك) مثل (الرزفيراترول) تعمل اكثرها كمزيلات لجذور الاسيتيل التي هي جزء من التفاعلات الابيجينية المسرطنة فمثلا يزيل انزيم السرتين 1 بعد تفعيله جذورالاسيتيل من الزلال و يعتمد هذا على وجود حوامض امينية محددة في اماكن معينة من جزيئة البروتين فاذا ازيلت هذه الحوامض الامينية او تغيرت ينعدم تأثير الستاك المفعل. كما ان بامكان السرتينات الاخرى الموجودة في نواة الخلية ازالة جذور الاسيتيل من بروتينات الهستون المغلفة للحامض النووي وكذلك من غير الهستون ومن مركبات اللايسين اما السرتينات الموجودة في الميتوكوندريا (وهي 3 و 4و 5 ) فتلعب دورا في زيادة انتاج الطاقة الخلوية ويعتقد ان لهذه علاقة بخواص مركبات الستاك مثل (الرزفيراترول) في العنب المطيلة للعمر من خلال تحفيزها لهذه السرتينات ولوحظ ان السرتينات ( 6 و 7) تلعب ادوارا مهمة في منع ظهور معالم الهرم أو الشيخوخة وفي منع التغيرات الخلوية المؤدية الى قصر العمر. وتخضع هذه السرتينات حاليا للمزيد من البحوث بهذا الصدد . فقد وجد لحد الان في فئران المختبر مثلا ان تفعيل هذه السرتينات يحفز التعبيرات الجينية المصاحبة للفعاليات الخلوية (الشابة) في مختلف الانسجة كما ان اضافة الرزفيراترول الى طعام الفئران يؤدي الى انخفاض معالم التعمير كانخفاض العمليات الالتهابية وموت الخلايا المبطنة للاوعية الدموية وفقدان زلال الالبومين في الادرار والى زيادة مرونة الشريان الابهر وتعطيل مايسمى ب(الماء الابيض) او تعكرعدسة العين وتنخر العظام وذلك مقارنة بمجموعة الفئران التي لم تزود بالرزفيراترول في طعامها
اما خواص الرزفيراترول المضادة لامراض القلب والاوعية الدموية فتعود الى قابليته على احباط نشوء الجزيئات التي تؤدي الى تلاصق خلايا الاوعية الدموية وفقدان مرونتها والى تاثيراته الايجابية على العضلات الملساء للاوعية ومنع تجمع الاقراص الدموية واحباط تمثيل الشحوم الواطئة الكثافة اي الرديئة ومن اهم العوامل في هذا المجال هو تحفيزالانزيم الذي يساعد على صنع اوكسيد النتريك في الخلايا المبطنة للاوعية الدموية وهذا المركب يساعد على مرونة الصمامات وفي وظائف مهمة لخلايا القلب والاوعية وهكذا يمكن اعتبار العنب الاسود وجلد الحبة بالذات ومنتجاته مادة غذائية مهمة اخرى تساعد ليس فقط على الوقاية من السرطان ومن امراض القلب والاوعية الدموية وانما قد يؤدي استهلاكها على المدى البعيد الى ابطاء عملية الشيخوخة على مستوى الخلايا والانسجة اولا ثم ربما الى طول العمر . ولاتزال البحوث قائمة بشأن هذه المواضيع د. مي رمزي الارناؤوط الثامن والعشرون من ايلول (سبتمبر) 2017 |
مقالات أخرى للدكتورة مي رمزي الأرناؤوط |