google-site-verification=4RXtEuY20U6TNHzPOfPZnBopOjIfgNk0g1NbJeJvZ-c
تجربة سجن جامعة ستانفورد- من اغرب التجارب السلوكية في التاريخفي جامعة ستانفورد الأمريكية العريقة يشغل عالم النفس الأمريكي البروفيسور فيليب زيمباردو درجة استاذ علم النفس المشارك وهو من مواليد عام 1933 صقلي الأصل ويلقب بعالم النفس الشيطاني، وقد أكتسب شهرة عالمية عام 1971 بعد قيامه بتجربة شهيرة أثارت جدلا واسعا، سميت منذ ذلك الوقت "تجربة سجن جامعة ستانفورد" وهي تجربة باشر بها بمنحة من مركز أبحاث البحرية الأمريكية ، وبعد نجاحها توسعت آفاقه الفكرية فألف العديد من الكتب المنهجية والعامة وقام بعدة مبادرات في علم النفس كما دعي للتدريس في جامعات ييل ونيويورك وكولومبيا بعد ذلك
البدء بالتجربةقام زيمباردو بتقسيم مجموعة من الطلبة فئتين كل منها تألفت من تسعة طلبة، لعبت الفئة الأولى دور مساجين ولعبت الفئة الأخرى دور السجانين، وجرت أحداث التجربة في سرداب جامعة ستانفورد الذي تم تقسيمه ليبدو كسجن
قام زيمباردو بإحكام التجربة ، الى درجة أنه طلب من الطلبة الذين سيلعبون دور السجانين أن يرتدوا زي ضباط شرطة وأن يقتادوا الطلبة الذين يمثلون المساجين من بيوتهم وهم مقيدون بالأصفاد كما لو كانوا مجرمين حقيقيين وحين وصلوا الى السجن تم تجهيزهم بملابس السجناء، وهذا ما رسخ الشعور لدى الطلبة السجانين بدورهم وضرورة خضوع المساجين الى طلباتهم ورغباتهم قواعد اللعبةكانت القاعدة الوحيدة في اللعبة تقول : لا قواعد.. أي يمكن للسجانين اتخاذ كل التدابير اللازمة كما يحلو لهم ، دون أي مساءلة من أي نوع كان، كما كان مسموحاً للطلبة السجناء أن يخططوا للهرب بالقوة أو بالحيلة ، وحين أطمأن الطلبة السجانون الى عدم وجود عقاب لما سيفعلونه مهما كان سيئاً، جاءت النتيجة كارثية وتفوق ما توقعه زيمباردو، رغم أن الطلبة السجانون كانوا معروفين بالتهذيب وحسن الخلق والهدوء فضلاً على تفوقهم الدراسي الذي مكنهم من الإلتحاق بجامعة ستانفورد العريقة
النتائجفقد فوجئ زيمباردو وهو يراقب التجربة عبر شاشات المراقبة، كيف أصبح الطلبة السجانون يتعاملون بخشونة وعنف وفظاظة لدرجة تعذيب زملائهم، ولاحظ بأن السجانين أكتسبوا سلوكاً سادياً متطرفاً في حين بدأ الطلبة المسجونين يعانون من الخضوع والكآبة حيث عانى أحد الطلبة منها في اليوم الثاني من بدء التجربة وتمثلت الأعراض بالصراخ والبكاء والهلوسة فخرج من التجربة وعوض عنه بطالب بديل
وفي اليوم الثالث سمح لأصدقاء الطلبة السجناء وذويهم بزيارتهم ورصدت محاولة أتفاق على الهرب بين احد السجناء وبعض أصدقاءه وقام أحد السجناء بتسريب الخبر الى السجانين الذين عالجو الحالة ، ثم عاقبوا المخبر أوقف الرجل التجربة بعد مضي ستة أيام في حين كان الوقت المقرر لها أسبوعين .. بعد أن استنتج مجموعة حقائق خطيرة أصبحت فيما بعد موجودة في كل مراجع علم النفس الاجتماعي الآن وملخصها كالآتي ليس هناك سلوك موحد للسجانين ولا للسجناء، فكل فرد تصرف على وفق ما تمليه عليه طبيعته وتربيته نجح السجانون –في ظل عدم وجود خوف من العقاب مهما يفعلونه- في إحكام السيطرة الكلية والتامة على جميع السجناء أعلن أحد السجناء عن الإضراب عن الطعام أحتجاجاً على ما يلقاه من معاملة فظة، فتعامل السجانون في هذه الحالة بوضعه في السجن الإنفرادي لمدة ثلاث ساعات، مع أن القانون لا يسمح لهم إلا بساعة واحدة فقط أما زملاء السجين المضرب عن الطعام الذي نادى بتحسين ظروفهم ، فقد تخلوا عن مساندتهم له وهتفوا بأنه كان سجيناً مثيراً للمشاكل ويستحق المعاقبة (في محاولة لكسب ود السجانين) ،عوضاً عن مساندته في إضرابه الذي كان لصالحهم جميعاً الاستنتاجاتأوضحت التجربة هذه عدة حقائق كارثية سيئة
أولاً : أن النفس البشرية لدى البعض ذات خصائص غاية في السوء حتى وأن كان ظاهر الشخص وديعاً أو مسالماً ثانياً أن السلطة المطلقة التي تمنح للبعض تطلق العنان لخروج أسوأ ما في النفس البشرية ثالثاً ادت التجربة على قصر مدتها الى تقمص بعض الأشخاص، للشخصية التي كلف بها، فنسى طبيعته وتهذيبه الأصلي رابعاً بناء على ذلك إتجه السجانون الى تقمص الطبيعية الشريرة المهيمنة، وعلى العكس منهم عاني المسجونون من التراجع في سلوكياتهم المتسم بالضعف الى درجة أن بعضهم صار يحابي السجانون في سبيل كسب مودتهم هذا وقد سببت تلك التجرية جدلاً أخلاقيا واسعا في الأوساط العلمية آنذاك الدكتور مثنى العمر
شبكة الدر للمعلومات |