كتب أحد السادة الأفاضل هذه القصة العراقية نوردها كما وصلت الينا لطرافتها وقد تم تصويب بعض الحقائق البسيطة فيها لمعرفتي بالقاضي المذكور فيها
تولى القضاء في أحدى محاكم بغداد في الخمسينات، الاستاذ م. ع.ع، وشغل المنصب لفترة طويلة فقد كان قاضيا بارعاً ونزيهاً في عمله بحلول شهر رمضان ، عزم القاضي على الصوم ، ففتش عن المصحف الشريف لتلاوة شيء من الذكر الحكيم ، فلم يجد اي نسخة من القرآن الكريم تحت اليد في البيت الذي كانوا قد انتقلوا اليه حديثاً. فبعث بالخادم ليأتيه بمصحف، لا من سوق السراي، سوق الكتب القديم من مدينة بغداد، وانما من المحكمة القريبة من داره حيث توجد نسخة يستعملونها لأداء اليمين عند الشهادة فجاءه الخادم بها وقام القاضي الفاضل بما يلزم من التلاوات
عاد في اليوم التالي الى المحكمة ليقوم بواجبه و شاءت الصدفة ان تتضمن جلسات المحكمة شهادة من والد احد المتهمين ، واقتضى ذلك منه ان يؤدي الشهادة بعد القسم. فتشوا عن المصحف ليضع عليه يده و يقسم فلم يجدوه. فراح كاتب الضبط يولول و يشتم، " الله اكبر، يعني بهالبلد يسرقون حتى كلام الله! و من المحكمة! الله يلعن كل من اخذه
لا شك انها كانت لعنة تسرع بها كاتب الضبط واضطر الى سحبها فورا والاعتذار عنها بعد ان عرف ان القاضي هو الذي اخذ المصحف.فبعثوا بالفراش الى بيت القاضي ليستعيده، و اجلوا المحاكمة الى بعد الظهر عندما يحضر ويأتي بالكتاب و لكن الفراش كان رجلا اميا و يظهر ان والدة القاضي كانت هي الاخرى امية فأعطته القاموس العصري بدلا من القرآن الكريم. جاء به الفراش و وضعه على طاولة القسم. فتقدم الشاهد و وضع يده عليه و قال: " بحق هذا كلام الله ما اقول غير الحقيقة
جاءت ايام و فاتت ايام و جرت المقادير ان ان يحضر للشهادة رجل يهودي . ومن عادة اليهود ان يدققوا في الكتب و الدفاتر. فالقى نظرة سريعة على الكتاب وقال انا موسوي انا اقسم بالتوراة ولا اقسم بالقاموس العصري، قال له القاضي صارخا به
شنو؟ جاي تمزح مع المحكمة؟ تأدب! مد الرجل يده ليعرض الكتاب على القاضي ، و لكن كاتب الضبط، صرخ به ، "جر ايدك من كلام الله! لا تمس الكتاب"! فسحب اليهودي يده باحتشام و سكت و خلال ذلك لاحظ كاتب المحكمة الكلمات المطبوعة باللون الذهبي على الغلاف وادرك ان هذا الرجل اليهودي لم يقل غير الحق. قام من مكانه و همس شيئا في اذن القاضي الذي تجهم وجهه عندها قضى بقية اليوم يتأمل في كل الشهادات التي سجلها و الاحكام التي اصدرها بناء على القسم بهذا الكتاب المغلوط. تمتم مع نفسه اخيرا و قال : " من يدريني؟ يمكن كل هالوزراء و المدراء اللي حلفوا بالاخلاص للملك والوطن، حلفوا على القاموس العصري لألياس انطون الياس
أغرب قضية تأمين بين محامي مؤمن له وشركة التأمين
أشترى شخصاً وكانت مهنته المحاماة علبة من السيجار الفاخر والباهض الثمن تحتوي على 24 سيجاراً، ومن حرصه الشديد عليها وإعتماداً على خبرته و(شطارته) فقد لجأ الى شركة تأمين وأمن عليها ضد أي نوع من أنواع التلف ومنها الحريق لم يستطع مقاومة تدخينها السيجار تلو الآخر، وفي غضون شهر واحد كان قد استهلكها بالكامل، وأقام دعوى قضائية ضد شركة التأمين، بإعتبار أن السيجار قد إحترق بسلسلة حرائق صغيرة رفضت شركة التأمين الخضوع ودفع مبلغ التأمين بإعتبار أن المؤمن له قد استهلك السيجار بالطريقة المعروفة أتفق القاضي مع شركة التأمين
إلا أن المحامي الشاطر (المدعي) أشار الى أن شركة التأمين وافقت على التأمين على السيجار ضد النار ونصت على ذلك في البوليصة مع إدراكها بأن السيجار لا يمكن أن يستعمل من دون نار، وبهذا كسب الدعوى، إذ أمر القاضي بأن تتحمل شركة التأمين مبلغ التعويض والبالغ 15 الف دولار، دفعتها الشركة وهي صاغرة!!! وبعد أن قبض المحامي المبلغ فرحاً، تم إلقاء القبض عليه على الفور، بتهمة التعمد في إشعال النار 24 مرة في أموال مؤمن عليها ضد الحريق بهدف الحصول على تعويض التأمين ، وحكم عليه بالسجن 24 شهراً وبغرامة قدرها 24 الف دولار
أسبانيا
في اسبانيا تقدم شاب في الخامسة والعشرين من عمره والعاطل عن العمل ، بطلب الى المحكمة لإرغام والده على الاستمرار بدفع المبلغ الشهري الذي كان مخصصاً له والبالغ 588 دولاراً ، إذا توقف أبوه عن الدفع لإرغامه على البحث عن عمل له، وحين أطلع القاضي على جوانب القضية أمر بإسقاط التهمة وإغلاق القضية وطرد الشاب من الحكمة طالباً اليه بحزم البحث عن عمل له
إيطاليا
في حالة غريبة حدثت في إيطاليا حين أحيلت فتاتان تؤامان الى القضاء بتهمة التمويه والخداع وتضليل العدالة، فقد كانت أحدى التوأمين تعمل محامية دفاع وأحياناً يستعان بها كقاضية عند الحاجة، ثم تبين فيما بعد بأن في كثير من الحالات كانت اختها التوأم تنوب عنها في المرافعات القضائية من دون أن يشعر أحد بالفرق فقد كانتا متشابهتين بكل التفاصيل الى درجة غريبة، مما أدهش الحضور عند محاكمتهما، كما تبين بأن كل منهما على إطلاع على أدق تفاصيل الأخرى مما سهل عليهما لعب الدور المطلوب انكشف سر الأختين حين بادر أحد المتهمين الى استرقاق السمع فسمعهما يتفقان على توزيع الادوار بينهما
كندا
في عام 1874 قام قاضي محكمة في كندا وأسمه فرانسيس أيفانز كورنيش بمحاكمة نفسه بتهمة السكر في مكان عام في الليلة الماضية ، وأعلن أنه مذنب فحكم على نفسه بغرامة خمسة دولارات ، ثم أعلن أمام الجمهور ، بأنه يأخذ بعين الاعتبار أن السيد فرانسيس أيفانز كورنيش هو رجل طيب ومشهود له بحسن السلوك، لذا سيعفيه من دفع الغرامة
أوهايو/الولايات المتحدة
في عام 2009 وفي محكمة مدينة كانتون في أوهايو بالولايات المتحدة، عند محاكمة المدعو هاري براون (51 عام) وكان متهماً بالسرقة كان المتهم يكثر من مقاطعة المتحدثين من الشهود أو الادعاء أثناء المحاكمة وحين طلب اليه السكوت لم يرتدع معللاً مقاطعتهم بأن المحامي الذي وكلته المحكمة للدفاع عنه، لم يكن قد فهم قضيته بشكل جيد، فأمر القاضي بلصق فم المتهم بشريط لاصق لحين الاستماع لكافة الشهود والايفادات، وحين رفع الشريط عن فم المتهم أخيراً، بادر فوراً بالتهجم على القاضي، الذي أنهى الجلسة وأمر بتحويل القضية الى هيئة المحلفين