google-site-verification=4RXtEuY20U6TNHzPOfPZnBopOjIfgNk0g1NbJeJvZ-c
يحاول البعض من البشر -لاسيما غير المتعلمين- رؤية مقدساتهم في بشر آخرين مثلهم ؟ ![]() عبدة الأمير فيليب
عاش الأمير فيليب دوق أدنبرة وزوج الملكة أليزابيث الثانية طوال حياته أميراً ولكن المكان الوحيد الذي يحتفى يه كملك هي قرية يوانانين من جزيرة أسمها فانواتو في تانا في المحيط الهادي، فسكان أحدى تلك المناطق يعتبرونه إلههم ![]() إلا أن الأمير فيليب نفسه لم يعلم بالأمر إلا بعد عدة سنوات بعد زيارته وكانت الفكرة قد إنتشرت بين الأهالي ، فأخبره بها جون تشامبيون المندوب السامي للحكومة البريطانية في الأرخبيل، طالباً من الأمير أن يرسل لهم صورته الشخصية، فبادر الأمير فيليب بإرسال صورة موقعة من قبله الى الاهالي فردوا بإرسال هدية تقديرية اليه لشكره على الصورة وكانت عبارة عن الهراوة المستعملة للصيد وقتل الحيوانات ، فاستلم الأمير فيليب الهدية وصور نفسه وهو يحملها وارسل الصورة في عام 2000 الى شيخ القبيلة وأسمه جاك ناييفا الذي أحتفظ بها
أين تقع هذه الجزيرة؟فانواتو هي جزيرة بركانية المنشأ تشكل مع جزر أخرى أرخبيل (مجموعة جزر) تانا، تقع على مبعدة 1750 كيلومتراً الى الشمال الشرقي من السواحل الأسترالية وأول من وصل الجزيرة من الأوربيون هم البرتغاليون عام 1606 وفي عام 1880 أحتل البريطانيون جزءاً منها وفي الوقت نفسه أحتل الفرنسيون جزءاً آخر وأتفق الطرفان على تقاسم الإدارة المشتركة في عام 1906
من هم سكان أرخبيل تانا![]() سكان الجزيرة بدائيون بكل ما في الكلمة من معنى، وحياتهم تتصف بالفقر المدقع والتخلف وهم يعيشون عراة أو يسترون بعض جسمهم بحزم من القش ولو أن البعض منهم قد بدأ باستعمال الملابس الحديثة، ليس لهم دين ولا معتقدات، يرجع أصلهم الى قبائل هاجرت من جزر مجاورة ضمن ميلانيزيا، تشتهر الجزيرة بوجود بركان نشط فيها وهو مونت ياسور الذي استمرت ثورته لنحو ثلاث سنوات متواصلة، ليس في الجزيرة أي طرق معبدة، ولا كهرباء، وقد أحضر بعض السياح سياراتهم التي عليها أن تسير في أراضي بكر تاركة آثارها فوق الحشائش الكثيفة
![]() كتاب عن عبدة الأمير فيليب![]() في عام 2013 نشر الكاتب البريطاني ماثيو بايليس كتاباً بعنوان : الرجل المنتمي للسيدة الملكة، شرح فيه بعض الخصائص الأنثروبولوجية والتاريخية لحركة الأمير فيليب، وقدم فكرة لبعض ملاحظاته التي جمعها من زيارته الى الجزيرة وإقامته فيها للتعرف على سلوكيات الأهالي عن كثب
|
كيف أعتقدوا بإلوهية الأمير فيليب؟![]() كان لدى البعض من سكان الأرخبيل أسطورة تروي كيف أن صبياً مقدساً ولد من قلب الجبل ، رحل عنهم عبر البحار ليتزوج من إمرأة قوية وذات نفوذ كبير، وأن هذا الصبي لابد وأن يعود اليهم في يوم ما رجلاً قوياً ليرعاهم ويهدأ ثورة البركان الذي يهدد حياتهم ، فحدث أن زارت الملكة إليزابيث وزوجها تلك الجزيرة، عام 1974 فلاحظ الأهالي ان المسؤولين وخصوصاً الفرنسيين في الجزيرة كانوا يقدمون إحتراماً كبيراً للملكة أليزابيث فأتجه تفكيرهم بأن زوجها وهو الأمير فيليب، الذي تدور حوله أسطورتهم فصار يحظى بإهتمام من قبل الأهالي ربما أكثر من الملكة نفسها، وأقر السكان فيما بينهم منذ ذلك الوقت أن الأمير فيليب هو الشخصية الإلهية التي تحدثت عنها أسطورتهم، فرفعوا صوره في كل مكان، وليس معلوماً متى بدأت هذه الأسطورة ولكن يرجح أن بداية ظهورها ربما يعود الى منتصف القرن الماضي، أي الستينيات أو السبعينيات وبذلك سميت المجموعة بحركة الأمير فيليب و كلمة حركة تعني تجمعاً لكونها ليست دين
![]() في 27 سبتمبر/أيلول 2007 أجرى التلفزيون البريطاني مقابلة مع عدد من الرجال من حركة الأمير فيليب ممن قدمو الى بريطانيا فذكروا بأن زيارتهم قد توجت بزيارة الى الامير فيليب وتبادل الطرفان الهدايا التذكارية،
ويحتفل سكان الأرخبيل من المؤمنين بهذه الرواية بعيد ميلاد الأمير فيليب في 10 يونيو/حزيران من كل عام بإحتفالات وطقوس دينية مميزة، حاملين صوره التي أصبحت شائعة لديهم وقد وثق الصحفي الاسترالي أموس روبرت في زيارته للجزيرة عام 2010 إحتفالات الوطنين في الجزيرة بإحتفالاتهم بعيد ميلاد الأمير فيليب التاسع والثمانين كلمة أخيرةفكرة بحث مجموعة من البشر عن إله لهم ولم يعرض عليهم أي أحد من قبل الإنضواء تحت دين محدد ، تعرف بإسم الدين الطبيعي، وكان هذا المفهوم قد تبلور في مطلع ومنتصف القرن الثامن عشر تتلخص في أمتلاك جميع بني البشر منذ الولادة لحالة الإعتقاد بوجود كائن خارق وبذلك تكون كل تصرفاتهم محكومة وفق ذلك
الشعب الفقير البائس قرية يوانانين كان يبحث عن شئ مقدس يعتقد به وقد وجده في شخص الأمير فيليب، فإتخذه رمزاً رغم إختلافه كلياً عنهم وعدم وجود أي علاقة بين الطرفين لا لشئ إلا لمجرد أن اسطورتهم قد إنطبقت عليه ومع ذلك يبدو أن هؤلاء البشر رغم تخلفهم لا يبالغون في تقديم فروض الطاعة والسجود والتقديس، بل يبدو بأنهم واقعيين جداً في تعاملهم ومن جهته، فلم يزد تجاوب الأمير فيليب معهم لأكثر من أرسال الصور، فلا تبرعات ولا مساعدات ولا أرشادات أو إنجازات لتحسين الواقع المعيشي الامير فيليب يستمد قوته ونفوذه من زوجته الملكة، لكن أفراد القبيلة من جماعة الأمير لا يفكرون في توجيه إعتقادهم نحو الملكة بل نحو زوجها، لانهم نشأوا على هذا التصور أو البارادايم شاهد هذا الفيديو التوضيحي
|