عطور من قئ الحوت مادة العنبر الشهيرة برائحتها الزكية وتسمى باللاتينية أمبر غريس وتعنى العنبر الرمادي ، هي عبارة عن قيء من أمعاء الحيتان وهي إفرازات تنتج من عصارة غدة الصفراء (المرارة) وحين يتقيأها الحوت تبقى طافية فوق سطح الماء لتتقاذفها الأمواج فتصل الى الشاطيء، ويعتقد العلماء بأن المادة نفسها تفرز الى الجهاز الهضمي للحوت لتسهيل انزلاق المواد الصلبة أو الحادة التي ابتلعها الحوت في معدته، وحين يصبح حجم المادة داخل الأمعاء الحوت كبيراً أو يتعذر بقاءها في الأمعاء أو خروجها مع الغائط، يتخلص منها بالتقيؤ
وينبغي تجنب الخلط ما بين هذا العنبر ومادة ثانية تسمى بنفس الأسم بالإنجليزية، ولكنها عبارة عن راتنجات نباتية متحجرة وتستخدم في صناعة المسبحات والقلائد النسائية وغيرها من الكماليات
حين ينتج العنبر لأول مرة يكون ذو لون أبيض شاحب ورائحة غير مستحبة أشبه ما تكون برائحة الغائط، تتراوح أوزان القطع الملفوظة من الحيتان ما بين 15 غرام الى نحو 50 كيلوغرام للقطعة الواحدة، وأكثر المناطق شهرة للعنبر هي جزر البهاما في المحيط الهادي، ولو أن قطعة كبيرة من العنبر قدر وزنها بنحو كيلوغرام واحد و100 غرام كان قد عثر عليها في مقاطعة ويلز وقد عرضت في مزاد حيث أشتراها شخص فرنسي بمبلغ 11 الف باون استرليني في 25 سبتمبر/أيلول 2015
العنبر هو مادة شمعية صلبة قابلة للاشتعال بلون أصفر باهت ولكن حين تمضي عليها فترة عدة أشهر فوق سطح البحر وأحياناً لسنوات قبل أن تصل الى الساحل أو أن يكتشفها أحد ما من ذوي الحظ السعيد، في هذه الأثناء يتحول لونها الى أصفر غامق نسبياً وهناك عنبر ذي لون رمادي مسود ، وفي هذه الأثناء تتحول رائحة العنبر الى رائحة زكية عطرية ، وتزداد حلاوة الرائحة عند دعك العنبر بالكحول، والمادة تعتبر ثمينة ومطلوبة إذ كثيراً ما تستعمل كمادة عطرية إضافة الى المسك الذي ينتج من غدة في غزال المسك، في صناعة أجود العطور هذا فضلاً عن استعمالها كمثبت لرائحة العطر ، ولو أن تطور الصناعات الكيمياوية قد وفر مواد صناعية ذات رائحة تشبه رائحة العنبر والمسك
وعلى الرغم من وجود العنبر في العديد من بحار العالم ومنها السواحل الأفريقية والقارة الهندية إلا أن أجود أنواعه توجد في جزر الباهاما في البحر الكاريبي الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات