في شبه القارة الهندية توجد قرية اسمها شاني شنغنابور، ذات منازل مفتوحة على الطرق العامة وليس فيها أبواب أو أي أسوار خارجية بما في ذلك فنادق القرية، وقد يضع البعض منهم لوح خشبي بسيط ليلاً لمنع دخول الحيوانات السائبة، والأدهى من ذلك فقد أفتتح في هذه القرية فرعاً لاحد البنوك، فكان هو الآخر خالي من الابواب وهي حالة غريبة لم تحدث من قبل في أي مكان في العالم ، ويعود الفضل في ذلك الى أن سكان مدينة شاني شنغنابور يؤمنون أيماناً قاطعاً بأن سرقة أموال وممتلكات الغير هو أمر مرفوض لا مجال للتفكير فيه ولذلك فهم لا يضعون نقودهم وممتلكاتهم الثمينة في دواليب مقفلة بل يضعونها على الطاولات بلا أي إخفاء ، لانهم على يقين بأن لا أحد ستمتد يده اليها، وكان هذا هو الحال منذ ما يقارب 400 عاماً
غرباء شوهوا الصورة
ولكن للأسف فقد سجل حادث سرقة في عام 2010 لمبلغ من النقود من سيارة وحادث ثاني في 2011 لمبلغ من المال وبعض الحلي الذهبية وهاتف نقال من أحد المنازل، ثم في 2012 لحلي ذهبية سرقت من داخل معبدهم، ولا يشك أهالي القرية في أبناءها إذ قد يكون مرتكبي هذه السرقات هم أشخاص قادمون من مناطق أخرى لاسيما بعد أن ذاع صيت هذه القرية الآمنة فصار الكثير من الغرباء يتوافدون اليها بشكل يومي
ومع ذلك فما يزال الأهالي غير مكترثين ولم تتغير عاداتهم في حفظ نقودهم وموجوداتهم الثمينة ، فهم مقتنعون بأن إلههم (شاني) يعاقب أي انسان يسرق أموال الآخرين
حتى البنك أبوابه مشرعة
في القرية توجد مدرسة أبتدائية وأخرى ثانوية ومكتب بريد بلا أبواب طبعاً وفي عام 2011 تم إفتتاح فرد لبنك اسمه البنك التجاري المتحد في بناية حديثة خصصت له ولها أبواب ولكن موظفوا البنك –وهم من أهالي القرية- لا يقفلون أبواب البنك ليلاً ، مما أثار قلق الشرطة المحلية لاسيما وان في ذلك تعارضاً مع تعليمات الحكومة المركزية بضرورة إتباع الإجراءات اللازمة للحفاظ على الممتلكات والوثائق، فجاءت تطمينات من إدارة البنك بوجود الأجراءات المطلوبة ولكن من دون قفل الأبواب ربما يقصدون وجود أجهزة أنذار وكاميرات مراقبة
الديانة في شاني شنغنابور
يدين أهالي شنغنابور بدين مشتق من الهندوسية، ويقدسون صخرة سوداء اللون طولها يقارب طول الانسان الأعتيادي ، موجودة في وسط المدينة ووفق معتقداتهم المنقولة شفوياً بلا قرائن مادية بأن راعياً كان شديد الزهد في حياته قد جاء ذات يوم ولمس بعصاه تلك الصخرة فصارت تنزف دماً، وتجمع حولها سكان القرية متعجبين لما حدث، وفي تلك الليلة رأى الراعي في منامه أن الإله خاطبه وكلفه بمهمة قيادة الرعية وطلب اليه بناء معبد على أن يكون بلا سقف لان السقف هو السماء وأن لا تكون فيه أبواب فلا حاجة لها لان السرقة وإنتهاك الحرمات أمر مرفوض قطعياً ويعاقب مرتكبها من قبل الإله شاني بأن يصاب بمرض خطير أو يفقد عقله، وشيئاً فشيئاً أصبحت الصخرة تعبر عن روح إلههم وأسمه شاني، فصار يعمدون الى زيارتها ويقيمون طقوسهم في الليالي التي يفتقد فيها القمر معتقدين بأنها أفضل الليالي التي يمكن أن يظهر فيها لا تتوفر معلومات عن طبيعة معتقدات هذه الفئة على الأنترنت، وأفلام الفيديو المتوفرة على اليوتيوب جميعها تتحدث بلغات هندية أو أوردو
النسوة ممنوعات من دخول المعبد ولكن
كانت النساء ممنوعات من الدخول الى حرم المعبد، ولكن في يوم 26 كانون الثاني/يناير 2016 قامت مجموعة من الناشطات الأجتماعيات بمحاولة أقتحام المعبد ولكن الشرطة منعتهم فقمن بتنظيم تظاهرة أحتجاجية ضد اجراءات منع النسوة من الدخول الى الأضرحة المقدسة، وطالبن بحقوقهن في ذلك، وعرضت الحالة على المحكمة العليا المختصة في مومبي، فصدر قرار بالسماح بدخول النسوة الى الحرم المقدس وبذلك دخلت النسوة لأول مرة في تاريخ القرية الى حرم المعبد بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2016 الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات