google-site-verification=4RXtEuY20U6TNHzPOfPZnBopOjIfgNk0g1NbJeJvZ-c
الجاذبية هي التي تعطي الأجسام وزن، فالوزن ما هو إلا تعبير عن شدة جذب الأرض للأجسام سواء أكانت كبيراً مثل النيازك والشهب أو صغير الحجم مثل دقائق الغبار التي قد لا ترى بالعين المجردة إذا وجدت بصورة منفردة، وسواء أكانت مادة صلبة أو سائلة أو غازية، والجاذبية هي ما يسبب هبوط الأجسام نحو الأرض لذا فإنها يمكن أن تعرف أيضاً بالتثاقل، وهي أيضاً القوة التي تخلق حالة من التوازن الدقيق في حركة كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها وحفظ الأرض في مدارها حول الشمس وحفظ قمر الأرض الوحيد دائراً في فلك حولها
الجاذبية والمغناطيسيةينبغي التفريق مابين قوة الجاذبية الأرضية التي نحن بصدد مناقشتها عن المغناطيسية الأرضية فالأولى هي قوة التجاذب بين كوكب الأرض وجسم الإنسان أو غيره من الكائنات أو الموجودات أو ما بين كوكب الأرض والقمر أو الشمس، وهي القوى التي ينطبق عليها قانون الجذب العام لنيوتن والذي أشار الى أن هذه القوة تتضاءل كلما تباعد الجسمان عن بعضهما، ويمكن للإنسان أن يتحسس بالجاذبية بواسطة الميزان الاعتيادي.
أما القوة الثانية وهي المغناطيسية الأرضية فهي المجالات التي يمكن التحسس بها بواسطة البوصلة والتي تنشأ من حركة الصهير الصخري في باطن الأرض وما دمنا بصدد التمييز ما بين مسميات مختلفة وإن بدت للبعض منا متشابهة، لا بد لنا من التمييز أيضاً ما بين الوزن والكتلة، فالوزن هو كناية عن قوة الجاذبية المسلطة على جسم ما ( أي ثقل الجسم) وتتغير تبعاً لتغير موقع الجسم من مصدر الجاذبية، في حين أن الكتلة هي عبارة عن كمية المادة الموجودة في الجسم وهي ثابتة لا تتغير |
الجاذبية الأرضية
جميعنا يعلم بحركة المد والجزر المتمثلة بارتفاع سطح البحر في بعض المناطق البحرية الضيقة أو الخلجان الصغيرة ومنها الخليج العربي، إن هو إلا نتيجة التوازن بين الجاذبية الأرضية مع كل من جاذبية القمر تارة وجاذبية الشمس تارة أخرى. فإذا كانت هذه القوى الخفية تؤثر على كتلة الماء الهائلة في البحار والمحيطات فترفعها، للأرض قوى خفية عديدة لا نشعر منها الجاذبية التي تتضح في حقيقة بقاءنا ملتصقين على سطحها ولها الفضل في المحافظة على الكتلة المائية في البحار والبحيرات فضلاً على الاحتفاظ بالغلاف الغازي بما فيه من مكونات تتجزأ الى طبقات تشكل ما يعرف بالغلاف الجوي وهذه الطبقات لا تختلط مع بعضها البعض بفضل الجاذبية. هناك فوائد عديدة آخرى للجاذبية الأرضية، ومنها أنها هي السر الكامن وراء العديد من الظواهر المناخية وهطول الأمطار وهبوب الرياح، فحين تصدم كتلة هواء ساخنة مع أخرى باردة، يحدث أن تتسلق الأولى الساخنة فوق الثانية الباردة فتثير رياح متصاعدة، ولو أمعنا النظر في هذين التعبيرين لوجدنا أن الساخنة هي أخف وزناً من الثانية الباردة، وبذلك يكون الوزن بحد ذاته هو العامل المحرك في هذه العملية أيضاً وحدات القياس
شدة المجال المغناطيسي أو "كثافة الدفق أو الإنبعاث المغناطيسي" تقاس بوحدة تعرفالويبر نسبة للعالم الفيزياءالألماني ويلهيلم ويبر أي المغناطيسية اللازمة لخلق تيار كهربائي بقوة فولت واحد، وبذلك أصبحت وحدة الدفق المغناطيسي تعرف باسم "غاوس" نسبة الى عالم الرياضيات والفيزياء الألماني كارل فردريك غاوس، وتقسم وحدة الغاوس إلى ألف جزء يعرف كل منها بالملي غاوس حين تطور النظام الدولي الموحد للقياس في الستينيات من القرن الماضي، اختيرت وحدة "تيسلا" للتعبير عن كثافة الدفق المغناطيسي، نسبة إلى العالم نيكولا تيسلا وتقسم كل وحدة تيسلا إلى ألف ملي تيسلا والأخيرة تقسم إلى ألف ميكروتيسلا والتي تقسم بدورها إلى ألف نانو تيسلا، وإذا ما فسرنا وحدة التيسلا على أساس التيار المنبعث فأن التيسلا تساوي ويبر واحد لكل متر مربع، واليوم ما تزال وحدة الغاوس مستعملة في الولايات المتحدة الأمريكية فقط كونها لا تتبع النظام الدولي الموحد للقياس، في حين تستخدم وحدة التيسلا وأجزاءها في جميع دول العالم الأخرى للتحويل ما بين النظامين فإن وحدة ميكروتيسلا واحدة تساوي 10 ملي غاوس ولعل من الجدير بالذكر بأن أقوى مغناطيس صنعه الإنسان ويوجد في المختبر الوطني للمجالات المغناطيسية في تالاهاسي بجامعة ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية يمكنه أن يبعث دفقاً مغناطيسياً قدره 45 تيسلا وهو مجال يبلغ في شدته نحو مليون مرة بقدر المجال المغناطيسي للأرض |