قيادة السيارات لمَ الأختلاف ؟ بين اليمين واليسار في بريطانيا وإيرلندا واليابان وجزر الكاريبي ودول أخرى تنطلق السيارات على يسار الشارع ذهاباً وعلى يمين الشارع أياباً فأصبحت تختلف في ذلك عن جميع دول العالم الأخرى ، فما السبب وراء هذا الإختلاف؟
يعود السبب الى أيام زمان ، حين كان المقاتلون يمتطون الجياد ليقاتلوا أعدائهم لذلك كانوا ينطلقون على ظهور الخيل وهم يحملون السيوف أو الحراب بيد اليمين ، لذلك كانوا لابد وأن يحافظوا على البقاء على جهة اليسار من الخصوم القادمون على ظهور جيادهم الذين كانوا بدورهم يحافظون على الوضع نفسه بالنسبة اليهم، وبهذه الطريقة كانت يد اليمين والسلاح الذي تمسكه يكون أقرب الى الخصم لغرض أصابته وطعنه وفضلاً على ذلك، فقد كان المحارب يمسك بالسرج بيده اليسرى ليمتطي الجواد من نفس الجهة ، أي بوضع رجله اليسرى في الركاب ثم يرفع الرجل اليمين في الهواء ليصل الى ظهر الجواد من جهة اليسار تطورت وسائط النقل في القرن الثامن عشر فبدأ استعمال العربات التي يجرها عدد من الجياد، فكان قائد العربة (والذي من الطبيعي أن يستعمل يده اليمين ) يجلس في مقعد على جهة اليسار لكي يتسنى له أن يمسك السوطبيده اليمين فيتمكن من أن يضرب الخيول بكلا صفيها ولكن هذا لم يكن ملحوظاً كثيراً لان قائد العربة غالباً ما يكون جالساً بمفرده في وسط المقعد كذلك بسبب جلوسه الى يسار العربة، كان من الضروري أن تمر العربات الأخرى الى يساره لكي يراها بدقة ويتفادى الإحتكاك أو التصادم معها أثناء السير، وحين بدأت بريطانيا بإصدار التشريعات الضرورية لتنسيق حركة مرور العربات أكدت الحكومة البريطانية على ذلك في لائحة أستعمال الطرق في عام 1773 لتنص على ذلك بوضوح وأنتشر هذا النظام الى المستعمرات التي كانت تابعة الى بريطانيا مثل أستراليا ونيوزيلندا والهند
بدأ الاختلاف عن هذا السياق من فرنسا في زمن نابليون بونابرت وكان أشول (أي يستعمل يده اليسرى) فكان يصر على السير على يمين الطريق فيتبعه الآخرون، وبالنظر للحساسية التاريخية بين البريطانيين والفرنسيين فقد واضب كل طرف منهم على نظامه ...فأنتشر هذا النظام الى المستعمرات التي كانت تخضع الى فرنسا آنذاك مثل الجزائر وساحل العاج والسنغال
عندما بدأ هنري فورد بتصنيع السيارات في عام 1908 أختار النظام الفرنسي بجعل مقعد السائق على يسار السيارة بحيث يقودها على جهة اليمين من الطريق، وأغلب الظن هو لم يختر ذلك حباً في الفرنسيين ولكنه لمجرد الخروج عن النظام البريطاني، فشاع هذا النظام في كندا وإيطاليا وأسبانيا في بادئ الأمر ثم باقي الدول ما عدا تلك التي حافظت على النظام البريطاني في القيادة مفارقات من الأحداث الغريبة في هذا المجال أن نظام الفلبين كان يعتمد على السير الى يمين الطريق (الفرنسي) ولكم حين أحتلتها اليابان لمدة زمنية قصيرة إبان الحرب العالمية الثانية، قامت بإجبار الفلبينيين على تغيير النظام بما يشبه النظام البريطاني ، وحين هزمت في نهاية تلك الحرب وغادر الفلبين عاد الفلبينيون لتغيير النظام مجدداً
في عام 1967 خصصت السويد مبلغ 120 مليون دولار لأجل تغيير نظامها (البريطاني)الى النظام الفرنسي الذي أصبح شائعاً في أغلب دول العالم الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات
للعودة الى الصفحة الرئيسية أضغط لفتح صفحة غرائب العالم أضغط هنا