الكابل هو حزمة من الأسلاك (أو الألياف البصرية)تمتد من مكان لآخر لنقل إشارات الإتصالات عند اختراع التلغراف لأول مرة قبل أكثر من مائة وسبعون عاماً من اليوم، كان من يتحدث عن مد كابل عبر المحيط الأطلس ضرباً من ضروب الجنون أو حلماً بعيد المنال، لكنه تحقق فقد كان أول كابل بحري قد مد في الخمسينيات من القرن التاسع عشر بغية نقل التلغرافات التي كانت وسيلة الاتصال الوحيدة آنذاك قبل أن لتتحول اليوم الى الإيميلات والفاكسات. في الوقت نفسه نجحت الشركات البريطانية في مد كابلات بحرية ربطت بريطانيا مع إيرلندا وهولندا وبلجيكا باستخدام سفينة بحرية متخصصة، اشتهرت أقدمها باسم "غريت إيسترن" أي "الشرقية العظمى" التي مدت خلال عقدين من الزمان الكثير من الكابلات البحرية ومنها كابل ربط الهند باليمن في عام 1870، ومع اقتراب نهاية القرن التاسع عشر كان هناك 30 سفينة متخصصة تعمل في مد الكابلات البحرية أو إصلاحها
كانت تلك الكابلات معدنية وتعاني من مشكلات عديدة بسبب سوء العزل الكهربائي آنذاك ثم تطورت الاسلاك المعدنية لتصبح الياف ضوئية وتحولت الإشارات المنقولة من كهربائية الى ضوئية لنقل كافة أشكال اتصالات الأنترنت والهاتف النقال بعد تحويلها الى ومضات ضوئية منذ عام 2010 أصبحت قارات العالم قاطبة مرتبطة بشبكة كابلات بحرية ما عدا القطب الجنوبي بالطبع
خصائص الكابلات الضوئية الحديثة يبلغ قطر الكابل الليفي الضوئي 69 مليمتر (أي أقل من 3 أنجات بقليل) ووزنه نحو 10 كيلوغرام لكل متر منه، ويتكون من ثمان طبقات كما موضحة في الرسم، وظيفة أغلبها هي منع ترشح الماء ووصوله الى الليف الضوئي ومنها الألياف الفولاذية لدعم الكابل أثناء مده أو وجوده في قعر البحر
الكابلات في الحروب تتعرض الكابلات البحرية كغيرها من الأهداف ذات الأهمية الأستراتيجية الى التخريب والقطع بهدف الإضرار بالعدو، وهناك سفن خاصة تحمل غواصات مهمتها قطع الكابلات البحرية التي تغذي دولة ما خلال الحرب بينهما، وبعتقد أن السفينة الروسية والمسماة يانتار كانت قد قطعت الكابلات المغذية لسوريا وشمال العراق قبل عدة سنوات كوسيلة لشل إتصالات الأطراف المتناحرة في العالم الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات
أنواع من الكابلات البحرية
باخرة متخصصة بمد الكابلات البحرية
خارطة العالم موضحاً عليها مواقع ومسارات كابلات الإتصالات البحرية