تطور القصف الجوي أصبح القصف الجوي في هذه الأيام هو أكثر الوسائل فعالية أثناء الصراعات المسلحة وكان النمساويون هم أول من فكر بإلقاء القنابل جواً لردع ثوار مدينة البندقية بإيطاليا عام 1849، واليكم القصة كما يلي كانت هذه المدينة حرة مستقلة لمدة الف عام تقريباً، إلى أن غزاها نابليون عام 1797 ثم سلمها في أواخر العام نفسه الى النمسا، وبقيت كذلك لغاية عام 1848 حين عمت أوربا إنقلابات في الحكم ومنها النمسا حيث قام دانيال مانين بإنقلاب واستقل عن النمسا وأعلن فنيسيا جمهورية، الأمر الذي لم يعجب النمسا ففرضت حصاراً جوياً وبحرياً عليها، ولكن بسبب من موقعها الجغرافي في البحر كان من الصعب قصف المدينة بقنابل المدافع لذا فكر ضابط نمساوي بأطلاق بالونات لكي تطير وهي تحمل متفجرات ومن ثم أسقاطها فوق مدينة فنيسيا الإيطالية وبالفعل ففي يوم 22 أغسطس/آب من عام 1849 أطلق نحو 200 بالون يحمل كل منها نحو 13,5 كيلوغرام من المتفجرات، ولم يكن التدمير كبيراً ومع ذلك فقد أستسلمت فنيسيا بعد يومين فقط
ولم يحدث تطور يذكر بعد ذلك لغاية عام 1910 حين فكر طيار أمريكي (اسمه كلين كورتس) بحمل وإلقاء القنابل من الطائرة على خطوط الأعداء، ولكن الإستخدام الفعلي الحقيقي كان قد تم في عام 1911 حين لجأت القوات الإيطالية الى القاء قنابل زنة 2 كغم على القوات العثمانية في ليبيا، لكن تطور الطيارات العسكرية إبان الحرب العالمية الأولى قد أدى الى شيوع أستخدامها
، ثم شهدت الحرب العالمية الثانية حين طورت ألمانيا من جهة واليابان من جهة ثانية قنابل كبيرة الحجم عرفت بالقنابل الطائرة تتألف من جسم انسيابي الشكل له أجنحة للتوجيه يعلق في أسفل الطائرة ويلقى على الهدف، وفي الوقت الذي كانت فيه القنابل الطيارة الأمريكية تقاد وتوجه بواسطة ملاح وقد استعملت لأول مرة بضرب أهداف في لندن عام 1944، تمكن اليابانيون من توجيهها بدون ملاح وتعد القنبلتين الذريتين الأمريكيتين اللتان القيتا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي من أشهر القنابل التي القيت من الجو وأكثرها تدميراً هذا وقد تطورت أنواع القنابل وصواريخ جو-أرض بشكل واسع النطاق في الآونة الأخيرة لتصل الى أشكال متعددة وطاقات تفجيرية لمواد متفجرة مختلفة، ووسائل إيصال الى الهدف بأنواع عديدة
أشار معهد ستوكهولم لبحوث السلام العالمي أن مبيعات هذه الأسلحة كانت قد بلغت 22 مليار دولار في عام 1993 وفي طليعة الدول المصدرة كانت الولايات المتحدة الأمريكية (بقيمة 10.5 مليار دولار) وروسيا (بقيمة4.5 مليار دولار) وبعض الدول الأخرى، وبذلك تكون هذه المبيعات قد انخفضت بدرجة ملحوظة عن عام 1989 حين بلغت نحو 37 مليار دولار، وكانت حصة الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ 11 مليار دولار والإتحاد السوفيتي السابق 14,5 مليار دولار ومن المعلوم بأن روسيا قد استحوذت على الغالبية العظمى من صناعة السلاح بعد تفكك الإتحاد السوفيتي في عام 1991 أما الدول المستوردة فتشمل الهند (2 مليار) والمملكة العربية السعودية (1 مليار) ودول أخرى بأقل من ذلك، في حين تصدرت ليبيا والعراق ويوغوسلافيا قائمة الدول التي تشتري السلاح من خلال السوق السوداء، والذي قدر آنذاك بنحو 9 مليار دولار سنوياً
الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات
طيار بريطاني يهم بإلقاء قنبلة من طائرته
القنبلة الذرية الأمريكية الأولى التي القيت على هيروشيما والمسماة ليتل بوي