إبتداءاً من عام 1998 صارت الرحلات التجارية لنقل المسافرين التي تربط بين مدن أمريكية وأهمها لوس أنجلس ونيويورك مع دول الخليج العربي وشرقي آسيا مثل هونك كونك وشنغهاي، تمر فوق القطب الشمالي فتعرف بالمسارات القطبية ، وأي مسار للطيارات الذي يقطع خط العرض 78 (أي 78 درجة شمالاً) يعرف بأنه مسار قطبي ولكن مثل هذا المسار له بعض المحاذير الصحية رغم فوائده الاقتصادية
أهم المسارات القطبية الحالية
طيران الإتحاد من أبو ظبي الى لوس أنجلس وتقطع الطيارة مسافة قدرها 13,502 كيلومتر في خلال 16 ساعة و 35 دقيقة وهناك مسار آخر الى سان فرانسيسكو طيران الإمارات من دبي الى لوس أنجلس وتقطع الطيارة مسافة قدرها 13,420 كيلومتر في خلال 16 ساعة و 30 دقيقة وهناك مسار آخر الى هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية الخطوط الجوية العربية السعودية من جدة الى لوس أنجلس وتقطع الطيارة مسافة قدرها 13,409 كيلومتر في خلال 16 ساعة و 55 دقيقة الخطوط القطرية من الدوحة الى لوس أنجلس وتقطع الطيارة مسافة قدرها 13,367 كيلومتر في خلال 16 ساعة و 25 دقيقة الخطوط الجوية الأميريكة من دالاس الى هونك كونك وتقطع الطيارة مسافة قدرها 13,073 كيلومتر في خلال 17 ساعة و 5 دقيقة وهناك مسارات أخرى لنفس الشركات هذه أو غيرها
ما هي الأشعة الكونية ؟
هي سيل من جسيمات اصغر من الذرة ذات طاقة عالية جداً، مصدرها كوني أي خارج نطاق الأرض وذلك من الشمس أو النجوم الاخرى، وما يصل الى الأرض منها يتألف من 89% بروتونات (البروتون هو نواة ذرة الهيدروجين) و 9% جسيمات الفا (نواة ذرة الهليوم) و 1% أنوية لعناصر أخرى أثقل وزناً من الهيدروجين والهليوم و 1% الكترونات. عند أصطدام جسيم أشعة كونية مع ذرات أو أيونات الغلاف الجوي تنبعث جسيمات أخرى تهبط على شكل زخات تضرب سطح الارض
لذلك فإن الطيران على إرتفاعات عالية - كما هو الحال في الطيارات التجارية النفاثة الحديثة- يعني التعرض لتلك الجسميات قبل تحولها وفقدانها الطاقة أو التعرض للجسيمات الناتجة عن تحللها بكثافة عالية ، وبالتالي تعريض طواقم الطائرات وكذلك المسافرين الى الأخطار الناجمة عنها كمثال على شدة التعرض فإن رحلة إعتيادية من شيكاغو الى بكين –والتي تمر عادة قرب القطب الشمالي -يتعرض الطيارين خلالها الى ما يساوي الجرعة المستلمة عند إجراء فحصين بالتصوير الشعاعي (أشعة اكس) ولذلك فإن الطيارين الذين يكثرون من مثل هذه الرحلات يتعرضون الى أخطار صحية أكثر من غيرهم
يقدر التعرض لطيران مسافة تبلغ 160 الف كيلومتراً ( 100 الف ميل) ما يساوي إجراء 20 فحصاً بأشعة أكس، فإذا ما أحتسبنا مجموع الرحلات التي يقوم بها الطيارون خلال فترة خدمة كل منهم بأكملها، فإن شدة التعرض تصل الى مستوى حرج يزيد من خطر الإصابة بالسرطان أو الإصابة بالماء الأبيض في العين (عتمة عدسة العين) وتزدادشدةالتعرضمعزيادةمدةالرحلةووتعتمد علىإرتفاعالطيارةفيالهواءوعواملأخرى
ما هو الحال على سطح الأرض ؟
من الجدير بالذكر أن البشر على سطح الأرض يتعرضون بدورهم الى الأشعة الكونية بصورة يومية لاسيما أولئك المعرضين لأشعة الشمس المباشرة مثل المستحمين على الشواطئ البحرية والعاملين في العراء وغيرهم، ويقدر التعرض بمقدار فحص طبي واحد بأشعة أكس في كل عشرة أيام تعرضولكن شدة التعرض رغم ذلك هي أقل بمقدار عشر مرات عن رحلات الطائرات
مشكلات فنية
يعرف عن الطبقات العليا للجو أن باردة بل شديدة البرودة فكيف لا يتجمد وقود الطيارة ؟ يعرف عن درجة إنجماد وقود الطيارات الأمريكي أنه يصل الى 40 درجة تحت الصفر قبل أن يبدأ بالتجمد، واما الوقود في باقي دول العالم فيحتمل الى حد 47 درجة تحت الصفر، لكن الطيارات مزودة بألية إنذار عند اقتراب درجة حرارة الوقود الى 3 درجات عن درجة الإنجماد، وحينما يتلقى الطيار هذا الأنذار عليه أن يخفض من الإرتفاع قليلاً لكي يحمي وقود الطيارة من التجمد
الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات
لماذا تكون الأشعة الكونية أشد فوق القطب؟
من المعلوم بأن المجال المغناطيسي الأرضي يقوم بتجميع الأشعة الكونية وتركيزها فوق القطب الشمالي، ففي يوم يخلو من الزوابع الشمسية يتعرض الركاب في رحلة في ذلك المسار الى شدة أشعة كونية تبلغ 2-3 مرات أكثر من رحلة جوية في مناطق أخرى قريبة من خط الأستواء
لماذا تتخذ الرحلات العالمية مسارات فوق القطب الشمالي؟
مسارات الطيران العالمي تفضل المرور فوق القطب الشمالي بسبب قصر المسافة التي تقطعها الطائرة في رحلتها من جهة ولانخفاض مقاومة الرياح الرأسية من جهة ثانية، وبذلك فإن تكاليف الرحلة تنخفض الى ما بين 35,000 -40,000 دولار للرحلة الواحدة بالمقارنة مع طيران آخر فوق خط الاستواء أو بالقرب منه