هل يمكن لأي أنسان بمفرده أو مع شركاء أن يدعي إكتشافه لدواء ثم يجربه على البشر أو يسوقه؟ هل أصبحت الإنترنت ساحة لعرض وتسويق الخزعبلات أو المحاولات العابثة بأرواح البشر؟ هل نتوقع من الأنترنت أن تشيع التخلف في المجتمعات أكثر من التوعية والإرشاد؟ لماذا أصبحت الأنترنت وسط إعلامي يخلو من أي نوع من الرقابة الصحية والسياسية وغيرها؟
شكل تخطيطي مبسط لتوضيح المراحل التي تمر بها الأدوية قبل إطلاق بيعها في الصيدليات
المرحلة الثانية: التجارب الأوليةغير السريرية
تهدف هذه المرحلة الى معرفة كيف تتصرف المادة المنتقاة وهي بداخل الأنظمة البيولجية والتي تشمل البكتريا، المزارع النسيجية، حيوانات التجارب المختبرية وغيرها ، ولابد وان تنتهي هذه التجارب بالتوصل الى عدة مواد يؤمل منها فعالية بيولجية للأغراض العلاجية، وتستغرق هذه المرحلة 3-6 سنوات
المرحلة الثالثة: التجارب السريرية المعمقة
يمكن المباشرة بتجارب سريرية على المرضى من البشر بموجب خطة تفصيلية على ثلاثة أطوار، يضعها الباحثون الذين أجروا أختبارات لتلك المواد التي اجتازت بنجاح التجارب والبحوث في المرحلتين الأولى والثانية، وتعرض الخطة على لجنة متخصصة بأخلاقيات الطب من أطباء وعلماء بيولوجي تشكل خصيصاً لهذا الغرض، وفي حالة الموافقة على الخطة تتولى اللجنة نفسها الإشراف على التطبيق أولاً بأول، وتمتلك هذه اللجنة صلاحية ايقاف العلاج على الفور في حالة وجود أي أعراض سلبية . تستغرق هذه المرحلة ما بين 6-7 أعوام
المرحلة الرابعة: استحصال الرخصة
بعد أن يكون المستحضر قد إجتاز بنجاح الأطوار الثلاث المنضوية تحت المرحلة الثالثة ، ينبغي الحصول على الترخيص من الجهات الرسمية المختصة بإجازة استعمال المستحضر، وعلى الجهة المصنعة أن تقدم الوثائق التفصيلية له ، بحيث تشمل وصف دقيق للحالة المرضية التي يعالجها المستحضر ، والتحذيرات الواجب ملاحظتها عند الاستعمال، وغير ذلك من التفاصيل، ويتولى المختصون دراسة الوثائق وإصدار الموافقة إذا لم يتطلب الأمر إجراء تجارب إضافية أو تقديم وثائق جديدة وتستغرق هذه المرحلة مابين نصف عام الى عامين بعد المرحلة الرابعة يكون المستحضر قابل للإنتاج الصناعي والتسويق وتعريف ذوي التخصصات الطبية به، ويستمر دور الشركة المصنعة بمراقبة استعمال الدواء وما ينحم عن استعماله من آثار جانبية لم ينتبه اليها أحد في مراحل التجارب وأسبابها كثيرة منها أن نسبة قليلة من البشر يمتلكون حساسية نادرة تجاه بعض المركبات الكيمياوية ، أو ان استعمال الدواء الجديد مع علاجات أخرى قد يسبب حالات مرضية، أو غير ذلك
الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات
لفت إنتباهي مؤخراً تحذيراً صادر من سي أن أن العربية عن وجود نشطاء على الفيسبوك يقومون بالترويج لمستحضر يدعون فيه القدرة على معالجة عدد من الأمراض المستعصية، ويقومون ببيعه بناءاً على طلبات تردهم من خلال الأنترنت أو الواتس آب ، والمستحضر ليس جديد وربما يعود الى العام 2006 لمكتشف وهو مهندس أمريكي يدعى جيمس هامبل ، ولكن إنتشار هذا الترويج في دول عربية مؤخراً هو الجديد وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تراجع المفاهيم العلمية وشيوع الجهل بين الناس أكثر من ذي قبل دولنا العربية هي ساحة تنعدم فيها الرقابة الصحية الجادة وتشيع فيها مفاهيم السحر والشعوذة والترهات العلمية أما المستحضر بحد ذاته فلا يملك أية خصائص علاجية وهو مادة أعتيادية لها استخداماتها المعروفة في غير الأمور العلاجية للأمراض وهي تعقيم مياه الشرب ومياه المجاري –حسب المعلومات المتاحة عن ذلك المستحضر، وفي هذه الحالة يكون المستحضر عبارة عن مادة أو مواد سامة إن دخلت الى جسم الإنسان، وقد تم تسجيل أضرار صحية نجمت عنها بالفعل لمن تعاطوا ذلك المستحضر، مما دعى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (أف دي أي) وجهات مختصة عديدة في المملكة المتحدة وفرنسا وغيرها الى إصدار تحذيرات من هذا المستحضر الخدعة، وبناء على ذلك التضييق في تلك الدول ، يبدو أن مكتشف المستحضر أتجه الى بلادنا العربية لكي يسوق خدعته
لا شأن لنا بهذا المستحضر في هذه المقالة فهي كثيرة جداً ، ولكننا نريد أن نوضح للقارئ الإجراءات الطويلة والجهود المضنية التي يتطلبها إكتشاف دواء جديد وإتاحته للاستعمال البشري والمعلومات مستخلصة من خطط العمل التي تتبعها شركات صناعة الأدوية في العالم
كيف يمكن أكتشاف جديد؟
تمر الأدوية قبل مرحلة التسويق بإجراءات طويلة وصارمة تجري في مؤسسات متخصصة ومؤهلة في مجال البحث العلمي الصيدلاني وتصل الفترة الزمنية اللازمة لإنتاج الدواء الى نحو 15 سنة إنطلاقاً من ملاحظات أولية تلاحظ في مختبر أبحاث طبية أو صيدلانية هذا في حالة تطور مرض جديد غير معروف سابقاً كما حدث في حالة متلازمة نقص المناعة المكتسبة، أو أنفلونزا الطيور أو الحمى النزفية أو فيروس أيبولا وغيرها تجري خطوات إيجاد مستحضر علاجي ناجح وفق المراحل الاتية
المرحلة الأولى : تشخيص المواد المحتملة للمعالجة
آ- تحديد العضو المستهدف بالإعتماد على المعلومات البيولوجية المتاحة يتم تحديد الجزء المستهدف ، ويقصد به العضو أو العملية البيولوجية أو الأنزيم الذي يستهدفه المرض فيؤدي الى ظهور الأعراض المرضية لدى المصاب ب- البحث عن مواد طبيعية أو مصنعة من شأنها التأثير على العضو المستهدف أو العملية البيولوجية فيه والتي تؤدي الى تطور الأعراض على أن يتصف أي من هذه المواد بما يلي من الخصائص
أن تكون المادة قابلة على التأثير على الجزء المستهدف بسرعة وكفاءة أن يكون الجسم قادر على إمتصاص المادة بسرعة أن تبقى المادة في الجسم لفترة كافية للتأثير أن تكون المادة قابلة للإنتاج الصناعي وأن تحتفظ بخصائصها لمدة زمنية كافية أن تكون أعراضها الجانبية على الجسم في أدنى حد ممكن