سلامة الغذاء مفهوم نسبي يختلف من مجتمع لآخر متناسباً مع درجة الوعي والثقافة في ذلك المجتمع، ومن زمن لآخر، حيث يؤدي التقدم العلمي وتطور الوسائل والتقنيات التحليلية الى تعميق الوعي بمخاطر ظهور الملوثات الكيمياوية في الغذاء
تتعرض المواد الغذائية الى التلوث (ظهور أي مواد غريبة بدون قصد أو أضافتها عن قصد ) خلال مرحلة واحدة أو أكثر من مراحل سلسلة أنتاج الغذاء المتمثلة بجني المحصول بعد الزراعة، والخزن، التسويق ، التحضير ، وأخيراً الاستهلاك من أهم العوامل المؤثرة على السلامة الغذائية هي : أنماط تجهيز الغذاء التي تختلف حسب درجة التقدم في المجتمع، وبعض العوامل الثقافية والأجتماعية الأخرى
من أهم الملوثات الكيمياوية التي تصل الى الغذاء اليومي للإنسان في الوقت الحاضر هي أولاً : بقايا المبيدات الزراعية من مركبات كلورية مثل مركبات دي دي تي، أو فوسفورية عضوية (مثل الملاثيون والديازنون ) والمعادن الثقيلة مثل أملاح الرصاص والنحاس وغيرها، فضلاً عن الكيمياويات الزراعية الأخرى والنتروزمينات ثانياً بقايا المواد والعلاجات البيطرية مثل المضادات الحياتية والهرمونات المستعملة بشكل خارج عن الضوابط ثالثا المضافات الغذائية المتمثلة بالمواد الحافظة والملونة ومواد الإستحلاب والنكهة وغيرها رابعاً السموم الفطرية والبكتيرية الناتجة عن التلوث الميكروبيولوجي للأغذية ومنها سموم الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين وغيرها
متطلبات السلامة الغذائية
تحتاج السلامة الغذائية الى خطة متخصصة وشاملة لرصد تراكيز هذه الملوثات في الغذاء اليومي للفرد ومقارنتها بالحدود المسموح بها (ومن أهمها الحد الأعلى للمتبقي وعلى أساسها يجب أجراء تقييم لمدى تعرض الفرد في المجتمع الى خطر هذه المواد من خلال حساب الأخذ اليومي المقبول كما يجب أقرار الحدود المسموح بها وطنياً لكل نوع من أنواع ملوثات الغذاء، والأستغناء عن القوائم الأرشادية الأجنبية أو الصادرة عن المنظمات الدولية لعد أنطباقها التام على ظروفنا المحلية
من أكثر المعوقات التي تواجه القيام بتنفيذ خطط مراقبة التلوث الغذائي بالكيمياويات السامة هي الأفتقار الى الخبرة العلمية الكافية في خطط الرصد والمراقبة وكذلك في مجال التحليل الآلي المتقدم لهذه الملوثات، نقص الموارد المالية المخصصة ، وتدني درجة الوعي البيئي والصحي