ملوثات الهواء هي الغازات أو الأبخرة أو الجسيمات العالقة التي تنتج من عمليات طبيعية أو ذات منشأ بشري، ومثل هذا الامر أصبح شائعاً في الوقت الحاضر خصوصاً في هواء المدن أو المناطق الصناعية ، أذ تلاحظ بكثرة حالات زيادة الغازات الناتجة عن أحتراق الوقود في السيارات والمعامل ومحطات توليد الكهرباء فضلا عن حرق الوقود في المنازل لاغراض الطبخ والتدفئة ، يضاف الى هذه الغازات ، ما يتطاير في الهواء من دقائق ترابية ورملية وغبار مختلف الا أن أكثر ملوثات الهواء شيوعاً في بيئة المدن هي خمسة أنواع من الملوثات تشترك في كونها غازات أو أبخرة ، يضاف اليها مجموعة سادسة هي جسيمات مادية عالقة في الهواء وهي كما يلي أولاً غاز أحادي أوكسـيد الكربون ثانياً أكاسيد النتروجين ثالثاً ثنائي أوكسيد الكبريت رابعاً المؤكسدات واهمها غاز الاوزون خامساً الهيدروكربونات سادسا العوالق الصلبة أو الجسيمات المادية تعتبر هذه المجاميع الستة من ملوثات الهواء هي الاساس لتحديد مدى التلوث الحاصل في المدن المكتظة بالسكان أو في المدن الصناعية ، ولذلك يجري قياسها بصورة مستمرة في أغلب المدن
أولاً غاز أحادي أوكسيد الكربون ينبعث طبيعيا من البراكين من حرائق الغابات ومن عمليات التحلل الحيوي الطبيعية كذلك ينبعث من مصادر البشرية المنشأ ، فيعرف إنبعاث الغاز من حرق الوقود النفطي أو الفحم بانواعه أو الغاز الطبيعي وهي الانواع الرئيسية لمصادر الطاقة على وجه الارض الا أن أكفأ المصادر الاحتراقية في أطلاق غاز أحادي أوكسيد الكربون هو قطاع النقل والمواصلات وذلك بسبب كثرة أعدادها وأنتشارها في جميع أنحاء العالم وحتى في المناطق السكنية والريفية بالطبع الاضرار الصحية :غاز أحادي أوكسيد الكربون هو غازسام للانسان والاحياء الاخرى وهو عديم اللون والطعم والرائحة ، وهذه الصفات تزيد من خطورته ، أذ أن المتعرض له قد يغيب عن وعيه دون أن يحس بوجود الغاز لكي يتفاداهُ لذلك يعرف بالقاتل الصامت يتركز التأثير السمي له في ميله الشديد للتفاعل مع هيموغلوبين الدم المسؤول عن نقل الاوكسجين من الرئتين الى أنسجة الجسم مما يؤدي الى تحولها الي مركب ثابت نسبياً هو الاوكسي هيموغلوبين وبذلك تتناقص كميات الاوكسجين المجهزة للانسجة الجسمية وأول الاعضاء التي تتأثر بهذا النقص هو الدماغ.
ثانياً أكاسيد النتروجين يمكن لغازي الاوكسجين والنتروجين الاتحاد فيما بينهما لتكوين مجموعة من الغازات تعرف مجتمعة بأسم " أكاسيد النتروجين " وتشمل :أوكسيد النتريك وثنائي أوكسيد النتروجين وكلا هذين الغازين من ملوثات الهواء المعروفة يعرف عن أمكانية أتحاد الغازين ، الاوكسجين والنتروجين ، في أي عملية أحتراق بدرجة حرارية تفوق 1100 درجة سليزية وتوفر مكائن الاحتراق الداخلي التي تعمل بالكازولين (البنزين) أو زيت الغاز (الديزل) ظروف مثلى لاتمام مثل هذا التفاعل وبذلك تنبعث هذه الاكاسيد من جميع وسائط النقل فضلاً عن مصادر آخرى ثابتة مثل محطات توليد الكهرباء وبعض الصناعات التي تحرق الوقود بدرجات حرارية عليا الاضرار الصحية لاكاسيد النتروجين: ليس لغاز أوكسيد النتريك أهمية بيئية أو صحية عدا أمكانية تحوله الى ثنائي الاوكسيد ، وغاز أوكسيد النتريك بحد ذاته غير سام أما غاز ثنائي أوكسيد النتروجين فهو غاز سام ومخرش للمجاري التنفسية
ثالثاً ثنائي أوكسيـد الكبـريـت يعود منشأ هذا الغاز إلى وجود آثار من عنصر الكبريت في الوقود الاحفوري بأنواعه الفحم والنفط والغاز والتي تتحول عند حرقه الى غاز ثنائي أوكسيد الكبريت لذلك تم التوجه نحو تصفية الوقود النفطي لتخليصه من آثار عنصر الكبريت الاضرار الصحية لثانئ أوكسيد الكبريت: هو غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة ومميزة ومخرشة للأنف والمجاري التنفسية
رابعاً : الهيدروكربونات مركبات عضوية غازية أو سائلة ، تتألف أساساً من أعداد مختلفة من ذرات الكربون والهيدروجين ومن هذه المركبات ما هو خفيف وقابل للتبخر بدرجات الحرارة الاعتيادية كالكازولين (البنزين) المستخدم كوقود للسيارات ومنها ما هو سائل مختلف الكثافة كزيت الغاز ، ألا أن ما يهمنا في هذا المجال هي السوائل ذات عدد ذرات الكربون فيها 12 كحد أعلى.وهذه المركبات تعرف بالهيدروكربونات النفطية اللاميثانية ، اذ بالمقابل فأن غاز الميثانهو أيضاً مركب هيدروكربوني لكنه طبيعي المنشأ من مصادر غير نفطية تنبعث هذه المجموعة من الملوثات من خزانات الوقود والمستودعات النفطية ومواقع الاستخراج وهذه بمجموعها هي المصادر غير الاحتراقية، أما المصادر الاحتراقية فتشمل وسائط النقل والمعامل والمصانع غاز الميثان هو أبسط المركبات الهيدروكربونية تركيباً وهو غاز طبيعي المنشأ وعديم السمية للاحياء ومعروف منذ القدم بغاز المستنقعات ، أذ كان يلاحظ منبعثاً من المستنقعات بسبب تفسخ النباتات في قعر المستنقعات وهذا الغاز غير سام بحد ذاته للاحياء ، لكن وجوده في أماكن مغلقة تجعله يزيح الهواء ويحل محله لكونه أثقل من الهواء وزناً، لذلك فأنه قد يعرض الأنسان أو الأحياء الاخرى الى الموت أختناقاً عند وجودها في مثل هذه الظروف
خامساً: غاز الأوزون يعتبر غاز الاوزن في الغلاف الجوي من أحد المكونات الطبيعية للهواء إذ يعد أحد أشكال الأوكسجين، ولا ينبعث من مصدر بل ينتج طبيعياً من تفاعلات كيمياوية ما بين الأوكسجين الجوي مع أكاسيد النتروجين بتأثير ضوء الشمس، لذلك تعرف مثل هذه التفاعلات بالكيمياوية – الضوئية ولذلك تسجل أعلى تراكيزه عند الظهيرة أي عند اشتداد شدة ضوء الشمس وتنخفض التراكيز بعد الغروب ويواصل الأوزون التحلل لتصل أدنى تراكيزه عند الفجر والأوزون غاز شديد القابلية على التفاعل ولذلك يعتبر ضار ومخرش للجهاز التنفسي
سادساً: الدقائقيات والجسيمات العالقة في الهواء هذه مجموعة واسعة من ملوثات الهواء هي عبارة عن دقائق صلبة ، او قطيرات سائلة وقد تسمى باسماء مختلفة كالهباء الجوي وبذلك فهي تختلف عن سابقتها الغازات الملوثة في العديد من الخصائص منها تنوع اشكالها وتركيبها الكيمياوي وتأثيراتها السمية أو الصحية فضلاً عن أعتماد حركتها وبقائها في الهواء على حجم الدقائق (قطر الدقيقة أو القطيرة العالقة) وكذلك على شكلها ، وهذه الدقائق لايشترط فيها أن تكون قابلة للملاحظة أو الرؤية بالعين المجردة للانسان فهي قد تكون الياف متناهية الدقة أو قطيرات ضبابية أو بكتريا أو فيروسات أوحبيبات لقاح الازهار أو غبار طبيعي أو صناعي وغير ذلك . والغالبية العظمى من الدقائقيات هي ذات منشأ طبيعي مثل الدقائق الترابية والرملية المتطايرة من الصحاري والاراضي الجرداء اما المصادر غير الطبيعية (البشرية المنشأ) فتشمل عمليات حرق الوقود في الصناعة وأنتاج الطاقة أو في المواصلات (مصادر أحتراقية) وينبعث عنها كميات كبيرة من الدقائق الكربونية أو السخام الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات