دخل المظلي الأمريكي العجوز نوروود توماس البالغ من العمر 93 عاماً الى شركة السفر تجتاحه أنفعالات مراهق واقع لتوه في حب فتاة أحلامه وحجز تذكرة سفر الى أستراليا للقاء حبيبته جويس موريس البالغة من العمر 89 عاماً ، وكانا قد إنتظرا هذا اللقاء لمدة سبعة عقود من الزمن، مفردات تبدو غريبة جداً عن المألوف، لكن القصة أصبحت عالمية الإنتشار
اللقاءات الأولى
كان لقاءهما الأول في لندن حيث كان يعمل مظلياً في الجيش الأمريكي في أيام الحرب العالمية الثانية، في الأيام التي شارك فيها بمعركة نورماندي وهو في الثانية والعشرين من عمره فالتقى بها وكانت تصغره بأربع سنوات، ووصفها قائلاً "كانت ذات إبتسامة تذيب أي أنسان"، وبعد انتهاء مهمته رحل الى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعث اليها برسالة يرجوها فيه القدوم ليعيشا معاً، ولكنها أخطأت في تفسير عبارة ما، معتقدة أنه قد تزوج من سيدة أخرى ويخبرها في رسالته بأنه على استعداد للإنفصال والعيش معها إذا قدمت ، أو قد يكون أنها استبعدت جدية العلاقة بينهما وهي في سن صغيرة أو ربما لعدم قدرتها على السفر الى بلاد بعيدة وغير ذلك من المبررات، وهكذا مهما تكن الأسباب فقد أنقطع التواصل بينهما
رحلت هي الى أستراليا بعد أن تزوجت وعاشت هناك ، وتزوج هو في بلده في فرجينيا، وكون كل منهما عائلته الخاصة ، وتوفيت زوجة نوروود في عام 2011 ، في الوقت الذي أصبحت فيه جويس طليقة في الفترة ذاتها. وفي التسعينيات من القرن الماضي أطلع نوروود على اسماء ضحايا حادث طيارة وقرأ أسم جويس فصار لديه إعتقاد جازم بأن حبيبته قد رحلت الى العالم الآخر فطلبت جويس من أبنها وأسمه روب ، أن يبحث في الأنترنت عن أي أثر لنوروود وفيما إذا كان حي يرزق، وبالفعل بذل أبنها مجهوداً كبيراً ليتوصل الى مقالة في صحيفة محلية في فيرجينيا عن معركة نورماندي تطرقت الى ذكر المظلي العجوز نوروود توماس وعن ذكرياته أيام الشباب في تلك المعركة الشهيرة، فكان مؤكداً بأنه الرجل المطلوب، فطلب روب من إدارة الصحيفة بأن يتصلوا برودوود على الفور، وقامت إدارة الصحيفة بتدبير الإتصال ما بين العاشقين ببعضهما على السكايب ، وبتصوير اللقاء الألكتروني الذي استغرق نحو ساعتين
بعد ما يقارب السبعين عاماً أستطاع أن يراها على شاشة المرقاب من خلال تطبيق سايب
حسبما تورده الأخبار، فإن أحد القراء في مواقع التواصل الإجتماعي قد أخذته الحمية فدعى الى حملة لجمع تبرعات لنوروود لغرض شراء التذكرة ، ونجح في ذلك حين تم اللقاء لاول مرة بعد سبعين عاماً تقريباً، قالت جويس : "ما تزال قامتك منتصبة" في حين قال نوروود: "دعيني أحتضنك قال لها نوروود: لو كنت رضيت أن تحضري الى الولايات المتحدة حين طلبت اليك ذلك لكنا قد عشنا السبعون سنة الماضة بسعادة تامة هذا هو الحب الخالد ، وهي المشاعر الصادقة الحقيقية