يوميات سيدة ريفية روينا سكوت كانت طالبة في الثانية والعشرين من عمرها تدرس في مدينة أكستر، في بريطانيا وكانت كثيراً ما تطالع في كتاب قديم موجود بحوزة عائلتها هو عبارة عن صفحات قديمة رُسمت عليها صور لنباتات وحيوانات بطريقة بارعة ونصوص بخط اليد، ويعود الفضل فيها الىعمة أبيها والتي كانت تعمل كمدرسة رسم أسمها إيديث بلاكويل هولدن فأنجزت عدد كبير من تلك اللوحات خلال حياتها وفي ذات يوم في عام 1920 وبينما كانت تجمع الزهور من على ضفاف نهر التايمس، زلت قدمها فسقطت في الماء وماتت غرقاً وتوقفت مسيرة عطاءها الفني الفريد
روينا سكوت كانت شديدة الأعجاب بتلك الرسومات ففكرت بإمكانية طبعها على شكل كتاب إنطلاقاً من نظرتها الثاقبة لأهمية تلك الرسومات، وكذلك بسبب حاجتها المادية ، فعرضت الرسوم على دور النشر، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل إذ لم تلق المخطوطات تقبلاً من قبل العديد منهم فقد كانت تجربة غريبة عليهم، وأخيراً قبل أحد الناشرين أن يتبني نشرها ، فصدرت في عام 1977، في كتاب حمل عنوان "اليوميات الريفية لسيدة أدواردية"وهذا المصطلح يشير الى الحقبة الزمنية للرسومات وهي العقد الأول من القرن العشرين حين حكم الملك أدوارد السابع بريطانيا، أي أن الكتاب قد أكد في عنوانه على موضوع قدم الرسومات، ووضع أسم المؤلفة وهي أديث هولدن الفنانة البريطانية (1871-1920) والتي سبق أن نشرت كتابها الأول خلال حياتها وكان بعنوان "ملاحظات عن الطبيعة" عام 1906 وكانت رسوماتها قد عرضت في معرض جميعة الفنانين الملكية في برمنغهام للمدة 1890-1907 وفي الأكاديمية الملكية للفنون في عام 1907 وفي ذلك الوقت بالذات لم يكن أحد يعتقد بمقدرة النساء على الرسم
بعد أن نشرت روينا سكوت الرسومات في كتاب في عام 1977 سجل الكتاب أعلى مبيعات الكتب في بريطانيا ذلك العام إذ بيع منه أكثر من مليوني نسخة وترجم الى 13 لغة أما في عام 2000 فقد بلغ عدد مبيعات الكتاب نحو ستة ملايين نسخة، وكان أكثر استعمالاته هي للإهداء أو لتعليم الرسم للأطفال، لاسيما وأن الرسوم من حيوانات وطيور ونباتات كانت موزعة على أشهر السنة، وبعد أكتساب الرسومات والكتاب هذه الشهرة عاد الناشر الى طلب كتاب إيديث هولدن السابق فصدر في عام 1989 بعنوان "ملاحظات عن الطبيعة لسيدة أدواردية"ولكن هذا الكتاب لم ينل شهرة مثل الكتاب السابق له
أما روينا سكوت وبعد أن در الكتاب عليها أرباحاً خيالية، فقد حققت أحلامها بشراء قصر تاريخي فخم في بلدة ولتشاير يعود تاريخه الى القرن السادس عشر، لتقيم فيه وتمارس الرسم هي الأخرىوفق ما يمليه عليها مزاجها
ومن شدة إعجاب القراء بالكتاب وبعنوانه فقد أصبح العنوان اسماً للكثير من المنتجات التي حققت هي الأخرى ارباحاً هائلة، كما أستعلمت رسوماته في تزويق الأكواب والصحون والكثير جداً من اللوازم بل وحتى الطوابع البريدية إعداد الدكتور مثنى العمر شبكة الدر للمعلومات